محطة الإفراج عنه تبعد تسع سنوات ... الأسير أحمد سلمي يعقد قرانه
الأسير أحمد سلمي يعقد قرانه
إعلام الأسرى 

رغم إجراءات عزلهم عن الحياة، إلا أنهم يسعون إلى تجسيد معانيها، يمارسون أحلامهم في صورةٍ من تحدي أعتى مصلحة سجون في العالم، واحتلال يجسد مصطلح العنصرية، ومن الباحثين عن أحلامهم المشروعة لمع مؤخراً اسم الأسير أحمد سلمي سلامة، من سكان قلقيلية شمال الضفة الغربية، فقد عقد قرانه الجمعة الماضية، بحضورٍ لافت، في رسالة من الأسرى تؤكد على أن حياتهم لن تتوقف داخل السجون.

الدعوة لحضور عقد القران كانت تحمل صورة الأسير أحمد سلمي، المحكوم 24 عاماً، والمعتقل منذ العام 2003، وكتب أسفل الصورة "أهلاً وسهلاً بالضيوف الكرام دمتم ودام وفاؤكم لقضية الأسرى".

المحرر أكرم منصور من قلقيلية، والذي شارك في حفل عقد القران، وأمضى في سجون الاحتلال 32 عاماً، وتحرر عام 2011 في صفقة وفاء الأحرار قال" السعادة لا توصف عندما أشارك في حفل عقد قران أسير محكوم 24 عاماً، وبقي له من حكمه تسع سنوات، فهذه العزيمة لا تكون إلا عند أسرانا الذين يرفضون إجراءات مصلحة السجون، وينشدون الحياة بالرغم من قساوة السجن وظروفه".

يضيف منصور"السعادة عمّت جميع من شارك عائلة الأسير هذا العرس الفلسطيني، والأسير يقبع خلف القضبان، وهي دلالة على أن كل الإجراءات العنصرية فشلت".

أما المحرر ورئيس نادي الأسير في قلقيلية، لافي نصورة قال" بداية نبرق تهانينا للأسير البطل أحمد سلمي سلامة، ولكافة الأسرى الأبطال في سجون العدو النازي، ونقول أن هذه الخطوة الجريئة التي طالما فكر فيها أسيرنا ملياً خطوة تحمل في طياتها الكثير الكثير، وتعني الكثير أيضاً".

يوضح نصورة"تعني أنه من الممكن أن يقيِّد الاحتلال أسرانا بالسلاسل والأغلال، وأن يضعهم في سجون مظلمة خلف القضبان وبين الجدران، ويمارس ضدهم كافة أساليب التنكيل المنافية لكافة المواثيق، ولكن ليس من الممكن أن يقيد الاحتلال الفكر والعقل والمبدأ، فأسرانا هم المقاومة والإرادة والتحدي والصمود والمبدأ، وهم من يؤمن أن فجر الحرية يبزغ فقط من خلف القضبان".

ويضيف نصورة" لقد خطا أحمد هذه الخطوة بخطى واثقة، ومن حقه أن يعيش كباقي أبناء شعبه، ومن حقه أن يحلم ويفكر بالبعيد القريب، كيف لا وهو من قدم عمره وأسرانا من أجل الحرية، من أجل أن تعلو رايتنا خفاقة في سماء الوطن، من أجل إيماننا بالنصر والتحرير، إن هذه الخطوة والتي تعني أن الحرية قريبة رغم أنه محكومٌ بالسجن مدة 24 عاماً، وتبقى له تسع أعوام، وهي رسالة للمحتل الغاشم أن السجن والسجان والاحتلال إلى زوال".

يتابع نصورة قائلاً" الأسرى يناضلون ويناصرهم أبناء شعبهم، فمن وافق على هذه الخطوبة ومن سينتظره تسع سنوات، هي الأخت فداء، وهي إنسانة مناضلة قدرت نضال أحمد وأخذت بعين الاعتبار أن المرأة لطالما كانت شريكة في النضال، وأن لنضالها أشكالاً عديدة، فهي ناضلت بالطريقة التي تراها مناسبة، وهذه الموافقة إحدى طرق النضال".

ويؤكد نصورة على أن الأسرى اثبتوا للكيان الصهيوني بأنهم حوَّلوا السجون لمدارس ثورية، وقلاع نضالية تخرج الأجيال، وها هم ما زالوا يبعثون بالرسائل من خلال مثل هذه الخطوات، إن الأسرى ما زالوا على عهد الشهداء، وما زالوا يسطرون أروع آيات النضال، وسيبقون حتى النصر بإذن الله".

يقول أيمن سلمي، شقيق الأسير أحمد" المبادرة كانت من الوالدة، لعل وعسى أن تكون فأل خير عليه وعلينا، ويعيش كأنه بيننا، وأن تكون حياته أسوة بحياة أصدقائه وزملائه، أحمد في البداية كان متردداً، لأن المدة المتبقية طويلة، وقد تم قبول الفكرة من قبل عائلة الفتاة، فالكل يضحي من أجل الأسرى، وكان أن أصروا وتعاونوا معنا على الفرح، أحمد لاحقاً لم يعارض الفكرة واستجاب وطبقنا الأمر على أرض الواقع في احتفالٍ مهيب كانت فيه غصةٌ لغيابه، وفرحةٌ لهذا الإنجاز".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020