الأسير مالك حلس : 3 سنواتٍ حُرم من حق طبيعي استدعى نيله سعادةً كبيرة
الأسير مالك حلس
إعلام الأسرى 

حضّرت كلماتٍ كثيرة في طريقها نحو زيارة رفيق دربها عقب انقطاعٍ دام ثلاث سنوات، وضعت آلاف المشاهد والسيناريوهات لما سيحدث داخل غرفة الزيارة، رتبت ذاكرتها كي تأسر الحديث في دقائق قليلة، يحددها السجان، ستخبره خلال هذه الدقائق عن ألم ثلاث سنوات، عن لحظات كان يجب أن يكون موجوداً فيها.

هي زوجة الأسير مالك أحمد حلس (29عاماً) من مدينة غزة، لم تتح لها فرصة رؤيته منذ ثلاث سنوات، ثلاث سنوات واصلت فيها بذل الجهود كي تحصل على إذن للزيارة، على حق تكفله كامل المواثيق الدولية وحقوق الإنسان.

أم طارق، قدر لها أن تزور زوجها مالك عقب هذه الفجوة الكبيرة من الحرمان، ورغم أنها يجب أن تعتصر غضباً إلا أنها اكتفت بحمد الله على فرحة أن رزقها بهذا الحق، ولم تعاتب أحداً على الاستغناء عنها وعم الالتفات حول مطالبها.

صباحاً حضّرت أم طارق نفسها، كمية فرحة الزيارة لأهالي الأسرى لا يمكن وصفها، طقوس تحضير الحقيبة، تجهيز صورٍ لأطفال وكتابٌ يتأملون أن تسمح لهم إدارة السجن بإدخاله، وأكوام من الرسائل من أقرباء من الدرجة الثانية لا يقدرون على الوصول إلى أسيرهم.

لكن فرحة أم طارق كانت مختلفة، سيقدر لها أن تتنفس بعضاً من الحياة ولو برهة قصيرة حتى تحدثه عن أطفاله، عن ابنه طارق الذي لم يسمح الاحتلال له بأن يحصل على حق الزيارة، وسيتاح لها أن تخبره عن فخر طفليه به، عن انتظارهما له.

تلقت أم طارق التهاني بالسماح لها بحق الزيارة، كمن تلقت التهاني بالأفراح الاعتيادية، فرحت لما كان يجب أن يكون حقاً لا مجال للتفاوض حوله، وبقلبٍ طيب ردت على التهاني التي كتبت لها بفرحٍ ولهفةٍ وحمد، ومضت نحو زيارة زوجها.

الأسير مالك حلس يقضي حكماً بالسجن الفعلي مدة 20 عاماً في سجون الاحتلال الصهيوني، بتهمة مقاومة الاحتلال والانتماء لكتائب شهداء الأقصى، وقد صدر بحقه أيضاً حكمٌ بالسجن مدة ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ.

عائلة الأسير حلس لم تحضر غمار صبر 3 سنوات فحسب، فقد مرت بمحطات قوة عدة، بدءاً باعتقاله عام 2008، مروراً بخمس سنوات لم يتم إصدار حكم نهائي فيها بحقه، حتى العام 2013، وصولاً إلى قرار منع الزيارة.

لعائلة اعتادت هذا الكم من الصبر، لم يكن صعباً عليها أن تنتظر ثلاث سنوات أخرى، رغم كم الألم في هذا الاعتراف، وستعود لتنتظر وقتا آخر غير معلوم يسمح لها بزيارة أخرى، لدقائق تكفيهم كي يأخذوا أنفاساً قليلة من الحياة، تبقيهم أحياء حتى موعد الزيارة التالية، على أن لا تكون الأنفاس طويلةً هذه المرة.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020