لا تغادر أم شادي شاشة التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي باحثة عن أي خبر يخص الأسرى المضربين عن الطعام رفضا لتنصل الاحتلال من اتفاق إزالة أجهزة التشويش المسرطنة في أقسام الأسرى، فنجلها الأسير محمد أبو الحمام (21 عاما) من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك نُقل إلى المستشفى قبل أيام في ظل مواصلته الإضراب.
ورغم خوض أكثر من 140 أسيرا لهذه المعركة من جديد إلا أن عائلاتهم تشكو قلة الاهتمام الإعلامي والرسمي والشعبي، كما تعبّر عن قلقها البالغ تجاه ما قد يحل بهم في ظل تعنت الاحتلال ورفضه التجاوب مع مطلبهم.
وتقول أم شادي لـ مكتب إعلام الأسرى إنها عرفت عن طريق الصدفة بنقل نجلها إلى المستشفى بعد تدهور وضعه الصحي، حيث كانت تتحدث مع مكتب هيئة الصليب الأحمر الدولي حول أوضاعه وأخبروها أنه نقل إلى مستشفى سجن الرملة في حالة صحية متدهورة.
وتوضح بأنهم أبلغوها أن نجلها وصل إلى المستشفى في حالة إغماء وهو ما زاد من قلقها وخوفها عليه، كما أنه ما زال مصرا على الإضراب لليوم الحادي عشر على التوالي في ظل استمرار تعنت الاحتلال.
وتشير إلى أن نجلها كان في سجن ريمون وأعلن إضرابه من هناك مع مجموعة من الأسرى رفضا لأجهزة التشويش ومطالبة بتطبيق بنود الاتفاق، ثم قام الاحتلال بقمعهم إلى عزل سجن نفحة قبل أن ينقل الأسير محمد إلى المستشفى وعدد من الأسرى ممن تدهورت حالتهم الصحية.
وتبين بأن الاحتلال عقد جلسة محاكمة لنجلها الأسبوع الماضي وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات علما أنه معتقل منذ عامين بتاريخ السابع والعشرين من تشرين الثاني من عام 2017 .
وتضيف:" رأيناه في المحكمة وكان يومها مضربا منذ أربعة أيام ورغم ذلك أخرجوه في البوسطة منذ الخميس وحتى صباح الأحد ولم يراعوا وضعه الصحي، ولكنه رغم ذلك كانت معنوياته عالية وقال لنا لا تخافوا أنا بخير ومصر على الإضراب مع إخواني الأسرى، ولكننا كنا قلقين عليه ولاحظنا عليه التعب والضعف والهزال فآثار الإضراب كانت واضحة عليه".
وتشير أم شادي إلى أن نجلها كان أضرب مرة لأيام قليلة حين تم وضع أجهزة التشويش في سجن ريمون قبل أشهر، ولكنها المرة الأولى التي يخوض فيها إضرابا عن الطعام مستمرا لكل هذه الأيام.
وتتابع:" قلقنا بالغ عليه ونشعر بأن هناك تقصير في دعم الأسرى المضربين والذين لا يجدون سندا في الشارع ولا لدى الجهات الرسمية، وأوضاعنا في البيت مشوشة في ظل تعنت الاحتلال وتجاهله لمطالبهم".
دعوات للإسناد
بدورها تعتبر عائلة الأسير المضرب عن الطعام محمود نصار من قرية مادما جنوب نابلس بأن دعم الأسرى المضربين لم يعد أولوية لدى الشارع ولا الجهات الرسمية.
ويقول والد الأسير لـ مكتب إعلام الأسرى إن الجهود المبذولة حاليا من الأسرى المضربين ضخمة وذات أهمية كبرى لا تقل عن الجهود التي بذلوها في إضراب الكرامة الثاني حين طالبوا بإزالة أجهزة التشويش.
ويوضح بأنه في بداية الإضراب كان نجله محمود من الأسرى الذين امتنعوا عن شرب الماء لبضعة أيام قبل أن تتدهور أوضاعهم الصحية وينقلوا إلى المستشفيات، ولكنهم الآن مستمرون في إضرابهم عن الطعام وسط تكتم الاحتلال حول أوضاعهم الصحية وأماكن وظروف عزلهم.
ويضيف:" الاحتلال يريد أن يكسر هذا الإضراب من أجل إبقاء أجهزة التشويش وكي يقول للأسرى إن طريق الإضراب غير مجد، ولكن حسبما نعلم طبيعة أبنائنا فهم يصممون على تحقيق هدفهم".
ويبين بأن أهالي الأسرى يشعرون بالقلق الشديد على مصير أبنائهم وبمدى القهر نتيجة الصمت المريب تجاه قضيتهم.
وتعتبر عائلات الأسرى بأن الإضراب الحالي هو ذو أهمية كبرى في تثبيت بنود الاتفاق لإضراب الكرامة الثاني الذي خاضه مئات الأسرى قبل عدة أشهر.