منذ 39 عاماً وعائلة الأسير الشهيد والمفقود أنيس دولة، من سكان قلقيلية، تطالب باسترداد جثمانه من مقابر الأرقام والكشف ع مصيره، وتطالب قبل كل ذلك بحقها في أن تواريه الثرى في قبرٍ يزورونه ويقرأون له الفاتحة.
والدة المفقود أنيس دولة توفيت رفقة حلمها في أن تضع وردةً على ضريحه، وتركت لشقيقه وصيةً بأن لا يترك ابنها رهن مقابر الأرقام وانتهاكات الاحتلال وأن يستمر في حربه حتى استعادة جثمان شقيقه الشهيد أنس دولة، حتى ترتاح هي كذلك في قبرها.
الشهيد أنيس دولة من مواليد العام 1944، دخل بلاده عام 1968 عبر دورية فلسطينية عبر الحدود وأصيب في عملية فدائية وسط مدينة نابلس، عندما استهدف أفراد الخلية مقر الحاكم العسكري وقتها، وقد صدر بحقه حكمٌ بالسجن المؤبد المكرر أربع مرات.
مكتب إعلام الأسرى التقى مع شقيق المفقود الشهيد أنيس دولة، حسن دولة للحديث حول تفاصيل أسره واستشهاده لاحقاً وصولاً لاختطاف جثمانه، يقول" استشهد شقيقي أنس في إضراب31/8/1980، بعد 12 عاماً من الأسر، كانت والدتي قد زارته قبل وفاته بعشرين يوماً تقريباً، وكل شيء موثقٌ بالنسبة للعائلة، وبعدها اختفت الجثة، ونحن لا نعرف مصيرها حتى الآن حتى بعد 39 عاماً من الضياع والفقدان.
يضيف دولة" الاحتلال ينكر وجود الجثة، وهناك عدة احتمالات بأنه قد يكون هناك سرقة للأعضاء حين تم تشريح الجثة أو دفنها في مقابر الأرقام وضياعها، وهذه بحد ذاتها جريمة حرب، وقد تقدمنا نحن بشكوى لمؤسسة القدس، حتى تبقى قضية شقيقي الأسير الشهيد أنيس قائمة وحية، فمن حقنا أن نتساءل، أين الجثة؟ فبعد تشريحها أصبحت غير موجودة؟ ".
يستذكر حسن دولة كيف أن والدته كانت تتوق لزراعة وردة على ضريح شقيقه، يقول" عند وفاتها حملتني رسالة الدفاع عن أنيس واسترجاع جثمانه، واليوم أنا أحمل الأمانة لأكثر من 70 حفيداً وحفيدة ، فالأمانة تتوارث وقضية شقيقي الشهيد الأسير أنيس ستبقى قضية أساسية لنا، ولن نتخلى عنها مهما طال الزمان، ومقتنيات شقيقي الشهيد أنيس مازالت في بيوتنا ورسائله أيضاً".
يرى دولة بأنه على وزارة الخارجية تفعيل قضية الشهداء المحتجزة جثامينهم، وقضية شقيقه أنيس تختلف بإنكار الاحتلال لوجود الجثة، وهذه جريمة إضافية يرتكبها الاحتلال، ويجب فضح الاحتلال في كل المنابر الدولية، يقول" من حق الشعب الفلسطيني استرداد جثامين الشهداء ودفنهم حسب الأصول الإسلامية، وهذا حق مكفول، والاحتلال الذي يدعي أنه دولة تطبق القوانين، عليه الالتزام بما وقع عليه من اتفاقيات، ومنها اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بالأسرى".
شقيق الشهيد المفقود أنيس دولة أكد على أنه تم إقامة صرح لشقيقه الشهيد في قلقيلية تخليداً لذكراه، فهو دفع فاتورة الأسر 12 عاماً، وفاتورة أسر الجثة لغاية الآن ل39 عاماً يوضح دولة" مازالت الجثة مفقودة بقرار من الاحتلال، وهذا انتقامٌ مزدوج بحق شقيقي الشهيد الأسير أنيس دولة، كما أنه اعتقل وهو جريح، وجميع الصفات كانت ملازمة له، من جريح إلى أسير إلى شهيد مفقودة جثته".
حسن دولة ختم حديثه بالتأكيد على أن تراكم السنوات لن يمنع قضية شقيقه أن تبقى على قيد الحياة، و قال" إذا راهن الاحتلال على أننا سننسى فهو واهم، فالشعب الفلسطيني لا ينسى الأسرى والشهداء، فكل بيت فيه أسير أو شهيد، واسترداد الجثامين أصبح قضية رأي عام، والمطالبات لا تتوقف".