أسامة صبري وأحمد صبري، أبناء عمٍ من سكان قلقيلية، يختطف الاعتقال منهما حقهما في الالتحاق بالعام الدراسي الجديد، فبدل أن يكونا على مقاعد الدراسة اليوم، يتواجدان في قسم الأشبال في سجن مجدو منذ شهر شباط الماضي، ويحاكمان في سالم وتؤجل محاكمتهما في كل مرة.
والدة الأسير أسامة محمود صبري، أم أنس، قالت في حديثٍ لمكتب إعلام الأسرى عن وصف الحال" عند اعتقال أسامة في شهر شباط الماضي كان في الصف الحادي عشر، ولم يفكر أحد من العائلة بأن أسامة سيكون معتقلاً وأسيراً وبأنه سيعرض على المحاكم، لكن الاحتلال لا يرحم الصغير والكبير من الاعتقال".
تضيف أم أنس" خلال زيارة أسامة في الأسر حدثنا عن الإجراءات القمعية التي تمارس بحق الأسرى الأشبال، لقد مرّ علينا رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى وبدأ العام الدراسي في هذه الفترة، وأسامة يقبع في سجنٍ عنصري يغتال طفولته، إلى جانب أن شقيقه مالك يتواجد أيضاً في سجن مجدو ولكن في الأقسام الأخرى، وهذا ما يضاعف المعاناة والألم، فهما في سجنٍ واحد ولكن لا يجتمعان مع بعضهما البعض".
والدة الأسير أحمد صبري تحدثت لمكتب إعلام الأسرى عن بداية العام الدراسي وغياب ابنها عنه قائلة" لقد علمت من الصحافة والإعلام أن هناك ما يزيد عن 220 طالباً في السجون، ويحاكمون ويحرمون من مقاعد الدراسة، وهذا الحرمان ليس لابني أحمد، بل هو حرمان لنا كعائلة، واعتقاله ألقى بظلاله علينا، فنحن لا نعرف طعماً لأية مناسبة، وهذا هو الاعتقال الثاني له، فبعد الإفراج عنه بعدة أشهر، تم اعتقاله مرة ثانية مع ابن عمه الأسير الطالب أسامة".
والدة الأسير أحمد لفتت إلى أن الاحتلال يتعمد تجهيل الطلبة باعتقالهم من على مقاعد الدراسة وإطالة محاكمتهم أكبر فترة زمنية، حتى تضيع عليهم الأعوام الدراسية، وهذا يعطي آثار جانبية سلبية لاعتقال الأطفال".
المحامي وسام إغبارية المختص في الدفاع عن الأطفال الأسرى في المحاكم العسكرية علّق في حديثٍ لمكتب إعلام الأسرى حول قضية اعتقال الأطفال قائلاً" ملفات المعتقلين من الأطفال تشكل خرقاً واضحاً يقوم به الاحتلال بحق الطفولة الفلسطينية، فهو اغتيال للنفسية وللمستقبل، فاتفاقية الطفل العالمية تمنع محاكمة الأطفال في محاكم عسكرية كالتي يحاكم بها الاحتلال الأطفال الفلسطينيين".
يضيف إغبارية" الاحتلال الذي وقع على الاتفاقية لا يلتزم ببنودها، كما أن محاكمة الأطفال يتسبب بضياع مستقبلهم التعليمي، فالطفل بعد الإفراج عنه يواجه صعوبة في الاندماج مع الآخرين، وهذا يؤدي إلى تسرب مدرسي واضح سببه الاعتقال التعسفي بحقهم، فهم يتعرضون لصدمة اعتقال وممارسات وإجراءات عنصرية داخل السجن بهدف كسر شوكتهم".