احتجاز جثامين الشهداء الأسرى .. جريمة صهيونية وصمت دولي!
استعادة جثامين الأسرى الشهداء
إعلام الأسرى

ما زالت عائلة الشهيد الأسير نصار ماجد طقاطقة تزور قبرا فارغا له في مسقط رأسه بلدة بيت فجار جنوب مدينة بيت لحم جنوب الضفة المحتلة، فجثمانه ما زال حتى الآن حبيس عنصرية الاحتلال ومحاولاته المستمرة لإحداث الألم لدى عائلته.

ففي تاريخ السادس عشر من يوليو/ تموز الماضي قلب الاحتلال حياة العائلة بعد إبلاغها باستشهاد ابنها، وبعد التدقيق في الأمر تبين أنه تعرض لضرب مبرح قبل أيام من استشهاده وهو ما أدى إلى تدهور حالته الصحية في ظل حالة إهمال طبي متعمدة.

ومنذ ذلك الحين وحتى الآن يتعنت الاحتلال في قضية تسليم الجثمان ويرفض ذلك تحت حجج مختلفة، بينما يزيد الألم لدى ذويه الذين ينتظرون تقبيله للمرة الأخيرة.

ويقول ابن عمه شريف طقاطقة لـ مكتب إعلام الأسرى إن العائلة ما زالت تعيش في حالة صعبة بسبب رفض الاحتلال تسليم الجثمان، بينما تحاول الحصول على أي خبر حول ذلك.

ويوضح بأنه وبعد إصرار من المحامين قررت محكمة الاحتلال عقد جلسة بهذا الخصوص في شهر أيلول/سبتمبر القادم للنظر في قضية تسليم الجثمان، ولكن العائلة لا تعول كثيرا على محاكم الاحتلال التي أثبتت التجارب أنها تنفذ تعليمات المخابرات الصهيونية في كل كبيرة وصغيرة.

ويضيف:" ما في باليد حيلة! نحن لا ندري ما العمل ولا نستطيع التحرك بعيدا عن الحراك القانوني لأن الاحتلال متعنت في قضية الجثمان وتسليمه، ورغم أنه أقدم على قتله إلا أنه يساومنا في جثمانه وهذه قمة الإجرام".

وحول الألم الكبير الذي يتركه احتجاز الجثمان يبين طقاطقة بأن العائلة حفرت قبرا له ولكنه ما زال فارغا وتقوم بزيارته دون أن يحتوي على جثمانه، ورغم أن الروح تفيض إلى خالقها إلا أن دفنه بالطريقة التي تليق به هو السبيل الأمثل لوداعه على الطريقة الإسلامية لأن إكرام الميت دفنه.

ولم يسمح الاحتلال حتى الآن لأي فرد من عائلة الشهيد برؤية جثمانه، كما أنها تتخوف من إمكانية سرقة بعض أعضائه خلال فترة الاحتجاز خاصة وأن الاحتلال قام بذلك سابقا.

الوجع الأقسى

أما عائلة الشهيد عزيز عويسات من القدس المحتلة فلم يشفع له عمره المسن (٥٣ عاما) بأن يستجيب الاحتلال لمطلب عائلته بتسليم جثمانه رغم مرور أكثر من عام على استشهاده ليصبح أقدم شهيد أسير يتم احتجاز جثمانه.

ويقول نجله مفيد لـ مكتب إعلام الأسرى إن الاحتلال يتذرع كل مرة بحجة معينة لعدم تسليم الجثمان، فتارة يقول إنه ينتظر لجنة دولية للوقوف على أسباب استشهاده وما زالت هذه اللجنة حتى بعد عام من استشهاده لم تتشكل بعد! وتارة يقول إنه بانتظار قرار من المحكمة.

ويؤكد بأن الاحتلال وبسبب هذا التعنت أحدث الكثير من الألم لدى العائلة؛ خاصة وأنه استشهد بعد التعذيب والاعتداء عليه في شهر مايو/ أيار الماضي، مبينا بأن كل تلك الذرائع واهية وأن السبب الرئيسي الذي يريد الاحتلال تطبيقه هو معاقبة العائلة.

ويشير إلى أنه كان لاحظ وجود كدمة على رقبة الشهيد قبيل استشهاده تظهر حجم ما تعرض له من اعتداء وحشي وإهمال طبي.

بدوره يعتبر الناشط الحقوقي ومدير مركز حريات للحقوق المدنية حلمي الأعرج بأن احتجاز جثامين الشهداء الأسرى جريمة حسب القانون الدولي الإنساني لأن دفن كل إنسان بما يليق بالكرامة الإنسانية والحقوق الأساسية منصوص عليه بالشرائع السماوية والقانونية وخاصة اتفاقية جنيڤ الرابعة.

ويؤكد لـ مكتب إعلام الأسرى بأن الاحتلال يمارس العقوبات الجماعية بحق الأسرى وعائلاتهم والشهداء الأسرى الذين يحتجز جثامينهم بعد أن أقدم على قتلهم بدم بارد كالأسير الشهيد عزيز عويسات من جبل المكبر شرق القدس المحتلة الذي قام بقتله بشكل متعمد بعد الاعتداء عليه بالضرب، وبدلا من أن يقوم بتسليم جثمانه يحتجزه في الثلاجات ويرفض إطلاع عائلته على أي أمر متعلق به.

ويشير الأعرج إلى أن الاحتلال فعل الشيء ذاته مع الأسير الشهيد فارس بارود من قطاع غزة والذي أمضى ٢٨ عاما في سجون الاحتلال وتم رفض إطلاق سراحه في الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، ثم ارتقى شهيدا بسبب سياسة الإهمال الطبي ويرفض الاحتلال حتى الآن تسليم جثمانه لعائلته بزعم أنه نفذ عملية فدائية فيقوم بعقابه حتى بعد الموت وعقاب عائلته.

ويضيف:" هذا يعني أن الاحتلال يمارس العقوبات الجماعية بحق الأسرى وعائلاتهم وينتهك القانون الدولي الإنساني وكل ذلك لأن المجتمع الدولي صامت تجاه سياسات الاحتلال العنصرية وعدم انصياعه لاتفاقية جنيف الرابعة بعدم تسليم جثامين الشهداء الأسرى لدفنهم بما يليق بالكرامة الإنسانية".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020