مآسي الاعتقال الإداري لا تتوقف، فهو يُغيِّب الأسرى عن عائلاتهم في السجون دون تهم، وبذريعة وهمية يطلق عليها الملف السري، في أسلوبٍ انتقامي تمارسه مخابرات الاحتلال بحق مئات الأسرى الإداريين.
ابنة الخمسة أشهر، الطفلة مجدل، رزقت بها عائلة الأسير المريض المقدسي حذيفة بدر حلبية (٢٨ عاماً) وهو معتقل؛ ولم يرها، ولم يحضنها، ولم يؤذن في أذنيها فرحاً بقدومها للدنيا.
تقول والدة الأسير حذيفة حلبية حول ألم العائلة لاعتقاله" نجلي الأسير حذيفة مضرب عن الطعام منذ ١٥ يوماً ضد اعتقاله الإداري، والذي جدده الاحتلال له ثلاث مرات، ويكرر الاحتلال اعتقاله، فقد أعاد اعتقاله آخر مرة في شهر حزيران من العام 2018".
بكت والدة الأسير حلبية وهي تقول" لا أريد توديع حذيفة للموت مرة ثالثة؛ إذ ودعته مرة عندما تعرض لحروق وصلت إلى ٦٠٪، ومرة ثانية عندما عانى من سرطان الدم وصارعه سبع سنوات، والآن الوضع الصحي للأسير حذيفة حلبية لا يحتمل إضراباً عن الطعام، فإلى جانب الحروق والسرطان فإن لديه ضعفاً في عضلة القلب، حيث تعمل بنسبة ٣٠٪، كما وأن لديه خللاً في وظائف الكبد، وعلى الاحتلال أن يفرج عنه ليعالج بشكلٍ فوري، ويعيش مع ابنته مجدل التي وصفوها بأنها أفضل حدث مر على حياته".
القيادي المحرر شاكر عمارة، من سكان عقبة جبر، والذي عاش ويلات الاعتقال الإداري أكثر من سبع سنوات قال معلِّقاً على قصة الأسير حلبية" قصة الأسير حذيفة حلبية تتكرر في الاعتقال الإداري، والملف السري أصبح كابوساً لكل الأسرى، فالأسير المحكوم على قضية قد لا يفلت من الاعتقال الإداري بعد انتهاء محكوميته، والكل معرض لمقصلة الاعتقال الإداري القاتل للأسير وعائلته التي تنتظر باستمرار في كل مرة عودته، ثم يأتي التجديد المباغت والمفاجئ ليكون أثره قاسياً عليهم".
يضيف عمارة" معظم المعتقلين الإداريين عانوا من عدة نكسات اجتماعية بفعل الاعتقال الإداري الظالم، فهناك من حرم من محطات اجتماعية مهمة مثل زواج الأبناء والبنات، وتخرجهم من الأعوام الدراسية أو الجامعية، ومنهم مات العديد من أقاربهم من الدرجة الأولى، وقصة الأسير حذيفة مؤلمة لأنها تتزامن مع مرضه وعدم رؤيته لطفلته مجدل".