رغم إقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة لليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب ومناهضته والذي يصادف السادس والعشرين من يوليو، والذي أقرته لتدعيم تطبيق اتفاقية مناهضة التعذيب عام 1984، القاضية بعدم جواز تعرض أحد للتعذيب أو المعاملة القاسية اللاإنسانية والمهينة واعتبار هذه الأفعال جرائم حرب، إلا أن الاحتلال الصهيوني يصر على الاستهتار بتلك القرارات.
مكتب إعلام الأسرى أوضح بأن سلطات الاحتلال تضرب بعرض الحائط كل نصوص وقيم حقوق الإنسان، بمواصلة إجراءاتها القمعية والتعسفية ضد الأسرى بشكل عام، والأطفال منهم بشكل خاص، غير عابئة بتلك النصوص والاتفاقيات التي أقرها المجتمع الدولي لحماية حقوق الأسرى القاصرين والبالغين، وتجريم من يُقدم على ممارسة التعذيب بحقهم.
وأشار إعلام الأسرى إلى أن الشهادات تؤكد استمرار سياسة الاحتلال الإجرامية بحق الأطفال الأسرى من اعتقالٍ همجي وضغطٍ وابتزازٍ وتعذيب، وتتكشف حقائق جديدة من خلال الشهادات التي يدلى بها هؤلاء الأطفال القاصرين الذين يعتقلون في ظروف قاسية، ولا إنسانية وتمارس بحقهم كل أشكال التعذيب بعيداً عن الأضواء.
مكتب إعلام الأسرى يستعرض شهادات جديدة أدلى بها أطفال قاصرين حول تعرضهم للتعذيب والضرب القاسي، فقد نقل عن الطفل أنس الشريف(15عاماً) من سكان مخيم العروب في الخليل، أنه اعتقل خلال شهر رمضان بعد اقتحام منزل والده في ساعات الفجر وتفتيش المنزل، قبل أن يقوم عشرة من جنود الاحتلال بمهاجمته وضربه بأعقاب بنادقهم على صدره ورأسه وركله بـأحذيتهم العسكرية.
وأضاف الشريف بأنه جرى لاحقاً نقله إلى جيب عسكري، ومن ثم إلى أحد المستوطنات القريبة من الخليل، وبقي صائماً حتى الساعة الثانية عشر ليلاً، أي حوالي 24 ساعة كاملة، ورفضوا أن يقدموا له الماء أو الطعام، رغم علمهم بأنه صائم، إلى أن تم نقله في اليوم التالي إلى معتقل عوفر، وهناك تناول الطعام بعد مرور ما يزيد عن 30 ساعة على صيامه.
وأفاد الطفل مؤيد كنعان(18عاماً)من بلدة قلنديا، شمال القدس، بأنه تعرض للضرب الشديد والتنكيل خلال الاقتحام الهمجي لمنزله على يد جيش الاحتلال، والذي رافقه تكسير للأبواب وتخريب للمحتويات، وتم نقله إلى مركز التحقيق، وتعرض هناك للتهديد بهدم منزله واعتقال عائلته، وحرم من النوم لفترة طويلة.
وقد نكلت قوات الاحتلال أيضاً بالطفل أحمد ياسين(17عاماً) من بلدة قباطية جنوب جنين، بعد مداهمة منزله ليلاً والاعتداء عليه وصفعه والدعس على صدره مسببين له آلاماً شديدةً، وأثناء تواجده بالجيب العسكري تعمد جنود الاحتلال وضع كلب بوليسي كبير بالقرب منه لإخافته وترهيبه طوال الطريق.
وأكد الطفل محمد أبو ماريا(17عاماً)من بلدة بيت أمر في الخليل، بأنه تعرض لاعتداء وحشي عند اعتقاله وتم تقيده بقسوة بقيود بلاستيكية ورفض الاحتلال تخفيف القيود عنه، وجرى نقله إلى مركز تحقيق عتصيون، وخلال استجوابه تعرض للضرب والإهانة والشتم بأقذر الألفاظ، بهدف الضغط عليه لانتزاع اعترافات منه بالقوة.