حاولت الشابة زهرة أحمد كعابنة (22عاماً) ابنة الأسير أحمد كعابنة (47عاماً) والذي دخل عامه الـ22 في الأسر، لململة مشاعرها وهي تتحدث لمكتب إعلام الأسرى، عن والدها الذي اعتقل وهي في الشهور الأولى من عمرها.
تروي الشابة التي كبرت على أعتاب السجون، تفاصيل وجع الزيارة والمعابر الأمنية وسياسة التفتيش المذل والخروج فجراً للزيارة والعودة في ساعات الليل المتأخرة لمكتب إعلام الأسرى، تقول"عائلات الأسرى تتجرع الوجع كل يوم خصوصاً أهالي الأسرى القدامى، فطول مدة الأسر تؤثر على العائلة والأسير معاً".
توضح زهرة كعابنة كيف أنها كبرت دون أن تعرف حنان والدها، تقول"لم أسمعه يوماً بشكل طبيعي، فخلال الزيارة يكون الهاتف المشوش وسيلة التواصل بيننا من خلف ألواح زجاجية، وحرمت أنا وشقيقاتي من ضمة الأب الحنون، فهذه المشاعر والأحاسيس لا يعلم بها إلا من اكتوى بها، ومازال يكابدها في كل زيارة".
تسرد الفتاة الجامعية والتي تدرس في تخصص خدمة المجتمع المحلي قصتها مع رحلة أسر والدها قائلة"من خلال تجربتي في هذا المجال، فإن عائلات الأسرى تحتاج إلى دعم متواصل في جميع الأصعدة، فهي تواجه مصلحة سجون عنصرية، مدعومة من دولة تطبق إجراءات قاتلة على الأسرى وعائلاتهم".
وتضيف كعابنة"إنجاب الأطفال لا يكون طبيعياً في حياة عائلات الأسرى كما حدث مع شقيقتي رفيف، والمناسبات تمر علينا بلا أحاسيس ومشاعر عادية فنحن نعيش حالة من الطوارئ على مدار الساعة، وكأننا في ساحة حرب نُحضر للزيارة ننتظر الأخبار السارة، نتوجع لوجعهم وهم دائماً في حالة قلق علينا، ويعتبرون الزيارة محطة للاطمئنان على الأهل، هذه هي حياتنا، الانتظار من زيارة إلى زيارة، التنقل من معبر إلى آخر، ومراجعة مكاتب الصليب، والمشاركة في فعاليات نصرة الأسرى".
الشابة كعابنة بيّنت لمكتب إعلام الأسرى كيف أن والدها فقد أسنانه في الإضراب الأخير بعد الاعتداء عليه من قبل السجانين، وهناك مطالبة لتركيب أسنان له، فقبل الإضراب كانت صحته جيدة ويمارس الرياضة باستمرار، والآن تدهورت أوضاعه الصحية".
بتاريخ 24/4/1997 اختطف الأسير كعابنة من بيت عائلته، كانت زهرة بعمر الأشهر فقط، واليوم يساوي عمرها سنوات اعتقاله، وتنتظر وعائلته انتهاء حكمه المؤبد والمكرر لمرتين.