منذ تاريخ 8/4/1995، تنتظر عائلة الأسير معزوز دلال الحقيقة حول تفاصيل ارتقاء ابنهم شهيداً في سجون الاحتلال، بعد أن اشتكى لهم الإهمال الطبي الذي عانى منه، وإيمان العائلة بتعمد الاحتلال تصفيته، كما حدث مع أسرى الإهمال الطبي الذين لا تزال أعدادهم في ارتفاع.
تروي المربية، أم مصعب، زوجة الشهيد معزوز دلال، لمكتب إعلام الأسرى تفاصيل ما حدث مع زوجها قبل استشهاده فتقول"كان زوجي يعاني من المٍ شديد في ركبته، كان بحاجة لأن يسافر للخارج ليحصل على علاجٍ لمرضه، لكن الاحتلال أصدر بحقه أمر منع سفر".
تضيف أم مصعب" لم يكتف الاحتلال بمنعه من السفر والعلاج، بل واعتقله بتاريخ 7/9/1994، كان في حينها يستخدم عكازاً، وتدهورت صحته خلال عدة أشهر، وانخفض وزنه كثيراً، حتى أنه أصبح بلا وزن، وبتاريخ 8/4/1995، قبل وفاته بساعات، أصدر الاحتلال بحقه، قراراً بالإفراج، ليخلص نفسه من تحمل السمؤولية".
تستذكر أم مصعب حديثها مع زوجها في الزيارات فتقول"أخبرنا زوجي في الزيارات أنه تلقى حقنة طبية من أحد الممرضين أدت إلى تدهور صحته، وفقدان شهيته بالكامل، والتقيؤ باستمرار، وخلال عدة أشهر فقد زوجي صحته بالكامل، وهذا دليل على أن الاحتلال ومخابراته كانوا يخططون لتصفيته والتخلص منه؛ لأنه كان فرداً فاعلاً بين أهله وفي دعوته".
لدى عائلة الأسير أبو مصعب رسالة أبرقها رفقة محاميه قبل استشهاده وصف فيها كيف تم التعامل معه آنذاك داخل عيادة سجن الجنيد المركزي، تقول أم مصعب"الاحتلال أمعن في ظلم عائلتنا، فهو انتقم من رب الأسرى، وكان أولادي صغار في السنوات الأولى من العمر حين ارتقى شهيداً، وعندما كبر الأولاد كان لهم نصيب من الاعتقال، ومداهمة المنزل والتنغيص، فمسلسل الانتقام ما زال مستمراً، حتى في ذكرى استشهاد زوجي الأسير الشهيد معزوز دلال".
لم تكن تربية أطفالٍ صغار في غياب زوجٍ في الأسر صعبة، تقول أم مصعب"تحملت مشقة التربية وفاءً لزوجي الشهيد، وأعمل حالياً في مجال التدريس، فمهمتي تنشئة أجيال وتربية أولادي وأعانني الله على هذه المهمة، واعتقال أولادي ليلة الخميس محطة مؤلمة، لكنها لن تنال من عزيمتي وعزيمة عائلتي، فالشهيد معزوز دلال زرع فينا الصبر على المحن".
تفيد أم مصعب بأن طريق الدعوة مليئة بالأشواك، وهم اعتادوا هذه الأشواك من الاحتلال ومخابراته، الذي زرع فيهم الحزن، واستبدلوه هم بالأمل، وزوجها الذي ترك لها صغاراً، كبروا اليوم وأزعجوا الاحتلال، فلجأ إلى أسلوبه المعهود في الملاحقة الأمنية والاعتقال، تقول أم مصعب"استودع الله أولادي في أسرهم، ولن يضروهم بإذن الله".
تشير أم مصعب إلى أنها واصلت رسالة زوجها الشهيد بتربية الأبناء تربية قائمة على القرآن والأخلاق الحميدة، وهذا الأمر أغاظ الاحتلال، لأن جهاز المخابرات يصاب بالخيبة والصدمة من نجاح أبناء الأسرى والشهداء، ورغم كل المعيقات التي واجهتها بعد استشهاد زوجها عام 1995، إلا أن معية الله، ثم مؤازرة الأهل وأصدقاء زوجها، لم توقف سفينة الأمل.