حين نال المحرر عاصم عمر البرغوثي (31عاماً) من قرية كوبر، قضاء مدينة رام الله، عبير حريته بعد 11 عاماً في الأسر، كشف النقاب عن عائلته البرغوثي، والتي قدمت فاتورة باهظة من عمرها داخل سجون الاحتلال، بعض أفرادها نال حريته والبعض الآخر لا يزال بالانتظار، وآخرون اعتقلوا حديثاً.
أنصف المحرر والأديب وليد الهودلي، الذي خاض بنفسه تجربة الأسر وذاق مراراتها عائلة البرغوثي، والتي يحطم أفرادها الأسرى الرقم القياسي في الفترات الاعتقالية الأطول في سجون الاحتلال.
الهودلي قال في إحدى كتاباته"يصل مجموع سنوات الأسر لعائلة البرغوثي إلى 90 عاماً، فعميد الأسرى الفلسطينيين الأسير نائل البرغوثي الذي مازال قابعاً في السجن أمضى 37 عاماً في سجون الاحتلال، وشقيقه عمر البرغوثي أمضى 28 عاماً، وزوجة الأسير نائل البرغوثي، المحررة إيمان نافع أمضت 11 عاماً في الأسر".
يضيف الهودلي"هذه العائلة لها بصمة قوية في حياة الشعب الفلسطيني كله، وهي ترفع راية النضال دائماً، يخرجون من السجون أقوى وأكثر دافعية في مقاومة الاحتلال، فالعم وزوجته والأب وابنه يقضون في الأسر قرابة التسعين عاماً، مغيبين خلف القضبان".
ويعبر الهودلي بأن السجن وجدرانه هرمت وهم مازالوا أسرى، فالأسير نائل احتفل بيوم ميلاده الستين في الأسر، وكذلك المحرر عمر البرغوثي الذي أمضى 28 عاماً في الأسر ومازال جهاز المخابرات يضعه ضمن بنك أهدافه في الاعتقال، واليوم، عائلة البرغوثي تعتبر من العناوين المهمة في كفاح الشعب الفلسطيني، فهي تخرج الأجيال التي تقاوم، ولا تلين في مواجهة الاحتلال، ويلتحق الأبناء بالآباء في مسيرة طويلة منذ زمن طويل.
ويشير الهودلي إلى أن تكريم هذه العائلة أصبح من أولى المهمات لكل العناوين والمرجعيات، فالتكريم ليس لفتة، بل هو واجب وطني وديني لمن قدم فاتورة العمر الباهظة.
المحرر الهودلي والذي أمضى في الأسر أكثر من 14 عاماً، يطالب بضرورة اعتبار عائلة البرغوثي مثالاً يحتذى به، ويتم تدريس تجربة هذه العائلة حتى تتعرف الأجيال على كفاحهم، وتفاصيل حياتهم المؤلمة التي توزعت بين بوابات السجون والمحاكم العسكرية والزيارات القاسية والمؤلمة والحرمان منها فترات طويلة، ووجود جيل من الصغار جاءوا إلى الدنيا وكبروا وكبارهم في السجن لا يعرفونهم إلا من خلال الصور.