أكثر من 1200 أسير في سجون الاحتلال يعانون من أمراضٍ متنوعة، عددٌ كبيرٌ منهم تعرض لهذه الأمراض عقب اعتقاله، وجراء ممارسة سياسة الإهمال الطبي بحقه، وآخرون يهمل الاحتلال في الرد على مطالبهم بتوفير علاج سريع لهم.
في يوم الصحة العالمي، يسلط مكتب إعلام الأسرى الضوء على فئة تعاني أوضاعاً خطيرة في مدافن الأحياء، في ظل الإجراءات المتبعة بحقهم، وهم الأسرى المرضى، وفي الوقت الذي تؤكد فيه تقارير خاصة على ازدياد أعداد الأسرى المرضى، وتفاقم وضعهم الصحي، وتدخل الأطباء المتأخر جداً لعلاجهم.
أعدادهم في ارتفاع
المهندس المحرر وزير الأسرى السابق، وصفي قبها، تحدث إلى مكتب إعلام الأسرى حول الأوضاع الصحية للأسرى في السجون فقال"إدارة السجون تمعن في قهر الأسرى وتساومهم على علاجهم، كما وتستغل مرضهم؛ لزيادة معاناتهم، سواء من خلال المماطلة في نقل الأسير المريض إلى المستشفى، ومعاملة الأسرى المرضى أثناء النقل، والبوسطة التي تزيد من مرضهم فهي قفص حديدي متنقل يزيد من وجع الأسرى الأصحاء، فكيف بالأسرى المرضى".
يضيف قبها"دائماً ما يتم تأجيل العمليات الجراحية، ويتم التدخل بعد أن يصل المريض مرحلة الموت، فهم يسعون دائماً ليس لعلاج الأسير المريض نهائياً، بل يعالجوه لإبقائه على قيد الحياة، والكثير من الأسرى يمتنعون عن الذهاب إلى العيادة أو إلى المستشفى؛ لتجنب إجراءات عنصرية قاتلة سواء في النقل أو عند العرض على الطبيب، فكل شيء في مرحلة العلاج سيء، والأسير يكون ضحية تشخيص خاطئ يتسبب بأمراض قاتلة".
مرضى يضربون
الأسير عماد جعيدي من قلقيلية، والمتواجد في سجن النقب الصحراوي، تعرض قبل أسابيع للضرب المبرح من قبل وحدة النحشون عند نقله للعيادة، يقول شقيقه لمكتب إعلام الأسرى"تعرض شقيقي عماد للضرب بعد أن كان متوجهاً لعيادة السجن، فهو يعاني من مرض عصبي، وقام الجنود باستفزازه وتعمد إثارته، وانهالوا عليه بالضرب والإهانة، وهذا تسبب له بمعاناة إضافية".
المحررة منى السائح، من مدينة نابلس، وزوجة الأسير المريض بسام السائح قالت"الأسير المريض يتعرض إلى معاملة قاسية من قبل السجانين وضباط إدارة السجون، وزوجي الأسير بسام مصاب بعدة أمراض خطيرة، ومع ذلك يتم نقله باستمرار بصورة قاسية في البوسطة، رغم أن جسده الهزيل لا يتحمل عذابات البوسطة، ولولا الإرادة القوية التي يتمتع بها، لكان وضعه الصحي دون مستوى الصفر، فإرادة الأسرى المرضى تقاوم إجراءات إدارة السجون العنصرية".
الأسير الكفيف المريض عز الدين عمارنة والمتواجد في سجن النقب الصحراوي، يتعرض أيضاً لسياسة الإهمال الطبي، فالاحتلال لا يراعي أي ظروف صحية للأسير مهما كانت حرجة، فعند اعتقاله وبالرغم من أنه كفيف إلا أنهم تعاملوا بقسوة معه، وبشكل انتقامي متعمد، مع تهديد من قبل ضابط المخابرات له أثناء الاعتقال، بالانتقام منه بالاعتقال الإداري.
ويرى المحرر عدنان حمارشة، من جنين أن الأسرى المرضى داخل السجون شهداء مع وقف التنفيذ، يقول"اعتقالي كان وأنا على كرسي متحرك، وتم اعتقال ابني أنس المريض بمرض نادر يسمى تآكل الفخذ، فلا رحمة لدى الاحتلال، وهو يمارس اعتقال المرضى باستمرار دون استثناء، فمن يعيش المرض في الأسر يذوق ويلات الإهمال الطبي.
يضيف حمارشة"الإهمال الطبي بحق الأسرى المرضى يتمثل في انعدام التشخيص السليم، والمساومة على تقديم المسكنات، وعدم تقديم العلاج اللازم، وعدم نقل الحالات الصعبة إلى المستشفيات المدنية، وغيرها من إجراءات تأتي في سياق السياسة المتعمدة لقتل الأسرى طبياً".