49 يوماً مرت على قرار الأسرى الإداريين الانتصار لأنفسهم وآلامهم ومواجعهم الداخلية والقهر الذي لا يعلم به غيرهم، وإعلان الحرب على سياسة الاعتقال الإدارية الجائرة والتي تقتل أعمارهم وصبرهم وجَلد عائلتهم في كل مرة يضطرون فيها إلى البدء بعدٍ تنازليٍ جديد، لا يعلمون إن كان سيكون الأخير قبل انتهاء عهدهم مع مدافن الأحياء.
أكثر من 500 قصة تتوزع على أرجاء الوطن تستحق أن يتم نفض الغبار عن ظروف معاناة أصحابها وأسمائهم ومواعيد حريتهم المؤجلة بعد بضعة أشهر بقرارٍ مخابراتي، وانتقامٍ من أساليب مقوامتهم بذريعة الملف السري.
مصعب توفيق الهندي (28عاماً) من سكان قرية تل، قضاء مدينة نابلس، إحدى قصص الحرية المؤجلة منذ عمر الطفولة وحتى اليوم، حتى وصل الوجع بعائلته أن تستصرخ صمت الإعلام على قضيته وألمه وانتصاره لنفسه وحيداً منذ 26 يوماً، بعد أن لم يعد يملك حلاً سوى التوقف عن تناول الطعام وإعلان إضراب مفتوح حتى يتم إنهاء ملف اعتقاله الإداري.
ستة اعتقالات هي التي خاضها الأسير الإداري مصعب الهندي، قتلت عشر سنواتٍ من حياته يحتسبها عند الله، ويحتسب منها سبع سنواتٍ إدارية لم يعلم لا هو ولا عائلته كيف مر ألمها عليهم في كل مرة، حتى أن العائلة تحفظ اليوم عدد الأوامر الإدارية التي صدرت بحقه منذ عمر الـ18 حين قرر استرداد وطنه بطريقته، وهي 23 أمراً إدارياً سابقاً وأخرى جديدة في اعتقاله الحالي.
منذ 25 يوماً يحارب الأسير مصعب الهندي قرارات المحكمة الإدارية ويقاطعها كما الأسرى الذين يتجاوز عددهم ال500 ومنهم 3 أسيرات إداريات، يقاطع المحاكم الإدارية ويقف أمام 3 أوامر إدارية متجددة صدرت بحقه منذ اعتقاله بتاريخ 15/3/2017، ويطالب بقرار جوهري نهائي لاعتقاله الذي يأتي دون تهمة مبررة.
عائلة الأسير مصعب الهندي لا تملك معلومات حول خطورة وضعه الصحي في الوقت الذي فقد فيه وزناً كبيراً من جسده ويعاني من غثيان وإرهاق، ويحارب كذلك قرار عزله في عسقلان بعد أن كان متوجداً في عزل النقب، وقرار حرمانه من الكانتينا وزيارة ذويه كأسلوب عقابي، لشهرين.
مكتب إعلام الأسرى تحدث لوالد الأسير مصعب الهندي، الحاج توفيق والذي أكد على أن ابنه شرع بهذه الخطوة لمحاربة الاعتقال الإداري بعد أن فقد كل الوسائل المتاحة لرفض الملف السري.
يقول والد الأسير مصعب الهندي"كان مصعب سبّاقاً لقرار مقاطعة محاكم الاحتلال الإدارية، فهو يعلم بأن ما يحدث فيها مهين وذليل، وفي آخر محكمة له في شهر شباط الماضي وعقب نقله من سجن النقب لعوفر، لم يتم سؤاله عن اسمه حتى، فقرر الشروع بالإضراب".
مطلع شهر آذار شرع الأسير الهندي بإضرابٍ مفتوحٍ عن الطعام، ورداً على قراره أبقى عليه الاحتلال في العزل الإنفرادي في زنازين سجن النقب الصحراوي، مدة عشرة أيام قبل أن يتم إصدار أمر بنقله إلى عزل سجن عسقلان.
يضيف والد الأسير الهندي"25 يوماً مرت على إضرابه المفتوح، ولم تعمم قضيته، شخصياً قمت بتنظيم وقفة تضامنية مع ابني المضرب عن الطعام، وحضرها كافة الشرائح في المجتمع الفلسطيني، إلا أن دور الإعلام يجب أن يكون أكثر فعالية في قضايا الأسرى المضربين عن الطعام".
يوضح والد الأسير مصعب الهندي"الأسير المضرب عن الطعام يخوض معركة شرسة وخطيرة، ومصلحة السجون تتعمد تغييبه وعزله والضغط عليه في المراحل الأولى من الإضراب، لذا من واجب إعلامنا تسخير كل إمكانياته لمساعدة الأسرى المضربين عن الطعام، وعدم مساعدتهم خذلان لهم، وأنا أهيب بالجميع بالتحرك الفوري والعاجل، قبل فوات الأوان".
عائلة الأسير مصعب الهندي لن تسامح أي تخاذل شعبي اتجاه قضية نجلهم، وتتخوف من عدم وضوح المعلومات حتى الآن حول الوضع الصحي لابنها بعد هذه الأيام من إضرابه المفتوح، وحرمانهم من حق رؤيته منذ شهرين.