رغم أن كافة المواثيق والأعراف الدولية، قد جعلت من اعتقال الأطفال ملاذاً أخيراً واستثناءً ولأقصر فترة زمنية ممكنة، إلا أن سلطات الاحتلال عمدت إلى أن يكون اعتقال الأطفال هو القاعدة والملاذ الأول ولأطول فترة ممكنة.
مكتب إعلام الأسرى أفاد بأن سلطات الاحتلال لا تكتفي باعتقال الأطفال بشكل متصاعد، بل تستخدم أيضاً كافة أساليب التعذيب الهمجية بحقهم رغم صغر سنهم، فجميع من مروا بتجربة الاعتقال من الأطفال، تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي والنفسي والمعاملة القاسية، واحتُجزوا في ظروف صعبة.
وأضاف مكتب إعلام الأسرى بأن الفظائع التي يرتكبها الاحتلال بحق الأطفال لا تزال مستمرة، فهناك شهادات يرويها الأطفال المعتقلين تؤكد على جرائم الاحتلال بحقهم خلال عملية الاعتقال والتحقيق فقد تعرض الطفل مالك أبو عليا(14عاماً) للضرب الشديد على مختلف أنحاء جسده، وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين، وذلك خلال عملية اعتقاله من منزله في قرية المغير شمال شرقي مدينة رام الله، كما وتعرض للضرب خلال الطريق لمركز التوقيف والتحقيق.
وأكد مكتب إعلام الأسرى بأن الاحتلال نكّل بثلاثة من الفتية عقب اعتقالهم، وقام بضربهم بشدة قبل نقلهم إلى قسم الأشبال في سجن مجدو، والأطفال هم عز الدين سباعنة، علي كميل، وحمزة كميل، وجميعهم بعمر السابعة عشرة .
الفتية قالوا في شهادتهم بأن قوة للاحتلال مكونة من 30 جندياً قامت بمهاجمتهم أثناء تواجدهم في الطريق، وقاموا بضربهم بشكل عنيف على مختلف أنحاء جسدهم، ومن ثم أجبرهم أحد الجنود على خلع ملابسهم، وأبقوهم عراة أمام أعين الناس المارين بالقرب من حاجز سالم العسكري.
وأضاف الفتية بأن جنود الاحتلال نقلوهم فيما بعد إلى معسكر قريب، وتم احتجازهم داخل كونتينر لساعات طويلة، تعرضوا خلالها للضرب والتعذيب، واستمر التنكيل بحقهم مدة طويلة، حتى قام أحد الجنود بجرهم من شعرهم مسبباً الألم لهم، وتم اقتيادهم بعدها إلى معتقل الجلمة للتحقيق معهم، ثم إلى سجن مجدو.
وفى شهادة أخرى للأسير الطفل عميد كتيفي(17عاماً)من مخيم عين السلطان في أريحا قال بأن 10 من جنود الاحتلال هاجموه واعتدوا عليه، وقاموا بضربه بأعقاب بنادقهم على بطنه وركله ببساطيرهم العسكرية، واقتيد بعدها إلى معسكر قريب من دير حجلة، وبقي في العراء لساعات طويلة دون طعام أو شراب، وتم نقله فيما بعد إلى مستوطنة معالي أدوميم للتحقيق معه.
ونكلت قوات الاحتلال بالطفل معين عقيلي(17عاماً)من سكان مخيم عين السلطان في أريحا، وذلك بعدما هاجمه عدد من الجنود أثناء تواجده في الطريق، وقاموا بطرحه أرضاً وجره لمسافات طويلة، مما أدى إلى إصابته بجروح بليغة في مختلف أنحاء جسده.
واعتدى جنود الاحتلال على الأسير القاصر محمد أبو نعيم(17عاماً) من قرية المغير قضاء رام الله، بالضرب المبرح على مختلف أنحاء جسده، وذلك أمام مرأى عائلته، وتم نقله بعدها إلى معسكر قريب من قرية سنجل، حيث احتجز داخل كونتينر لساعات طويلة، تعرض خلالها للضرب والتنكيل على يد عشرين جندياً، وتم اقتياده فيما بعد إلى مركز توقيف بينيامين للتحقيق معه.
مكتب إعلام الأسرى بيّن بأن الاحتلال صعد في العامين الأخيرين من استهداف الأطفال بالاعتقال، فقد بلغت حالات الاعتقال بينهم منذ بداية العام الحالي أكثر من 500 حالة اعتقال، وصعد الاحتلال كذلك من الإجراءات التعسفية بحق الأسرى الأطفال، في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى بث الرعب في نفوسهم وتشويه واقعهم وتدمير مستقبلهم.
تجدر الإشارة إلى أنه لا يزال هناك 350 طفلاً يقبعون في سجون الاحتلال في ظروف قاسية، ويحرمهم الاحتلال من كل مقومات الحياة البسيطة.