تقدم نساء فلسطين عامة، ونساء الأسرى خاصة، نموذجاً مثالياً للمرأة، فزوجات الأسرى يأخذن على عاتقهن متابعة شؤون الأسرة في غياب الأب خلف قضبان الأسر، إضافةً إلى تحقيقهن إنجازاتٍ علمية، وحصول بعضهن على الشهادات العليا.
زوجة الأسير رائد الحوتري، من قلقيلية، والذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد 23 مرة، أسماء الحوتري قالت لمكتب إعلام الأسرى في ذكرى يوم الأم، وهي القائمة على شؤون ولديها حور ومقداد" رغم قساوة الأسر إلا أنه لم يمنعنِ من الاهتمام بأولادي، وتنمية قدراتي والحصول على الماجستير، والدخول في برنامج الدكتوراة، والاستمرار في الإشراف على تعليم القرآن، وتحفيظه للنساء في المساجد".
تضيف زوجة الأسير الحوتري"زوجي دخل عامه الـ15 في الأسر، فقد تم اعتقاله بتاريخ 21/3/2003، ولم أستسلم منذ ذلك الوقت، رغم أن أولادي كانوا صغاراً، فقد أخذت زمام المبادرة ولم أضعف، فزوجات الأسرى لديهن قدرة على التحمل والحافظ على إرث أزواجهن الذين يخوضون معركة يومية في الأسر".
تضيف الحوتري"هذه الميزة تأتي من توفيق الله وحفظه لعائلات الأسرى، فالظروف الصعبة التي تمر بها عائلة الأسير تكون مؤلمة وموجعة، وتحتاج إلى إرادة قوية وهمة عالية، فالنجاح نصنعه صناعة من ركام الأحزان، فلا مستحيل في قاموس زوجات الأسرى، وعندما خضت تجربة الالتحاق ببرنامج الدكتوراة مؤخراً، تلقيت الدعم والإسناد من المحيط، فهذه بصمة نجاح ليست لي ولا لزوجي بل لكل الحركة الأسيرة".
تتابع زوجة الأسير الحوتري"أنا بالنسبة لأولادي الأم والأب وكل شيء، أولادي متفوقون في المدرسة، وفي كل يوم أتذكر صمود زوجي خلف القضبان، ومن واجبنا إسناد هذا الصمود بتحقيق النجاح، فزوجي طار فرحاً عندما سمع بخبر قبولي في برنامج الدكتوراة، وهو الذي شجعني على ذلك، فنحن نستمد من الأسرى قوة العزيمة، وعدم رفع الراية البيضاء، فإجراءات السجن لم تنل من عزائمهم وإن نالت من أجسادهم".
تواصل الزوجة المثابرة حديثها قائلة"رسالتنا كزوجات أسرى للعالم أجمع، أننا شعب يستحق الحياة والحرية، فنحن نصنع النجاح في أوضاع لا يتحملها البشر والحجر، فلو أن امرأة في العالم حكم على زوجها بالسجن الفعلي 2300 عام لأصابها الانهيار ولما استطاعت تحمل هذه المصيبة أو الفاجعة، بينما زوجات الأسرى في فلسطين يجعلن من حكم المؤبد على أزواجهن محطة للانطلاق نحو النجاح والرقي، فأنا شيدت منزلا جديداً كي يكون محطة لقاء مع زوجي هدية له بعد الإفراج عنه، فالسجن بالحكم المؤبد نعتبره حكماً لا يساوي الحبر الذي كتب به".
نجل الأسير الحوتري، مقداد، قال لمكتب إعلام الأسرى"حصلت على المركز الأول في التايكوندو في الأردن وعلى الميدالية الذهبية، وهذا النجاح أضاف السرور لوالدي، وكان له الأثر الطيب عليه وعلى زملائه، فمن والدي الأسير نستلهم القوة والصلابة وعدم الاستكانة".