بقلبها المرهق، لا تملك أم بلال اليوم ما تواسي به نفسها عقب اعتقال فلذة كبدها، إلا الدعاء له، فقد غادر المنزل قسراً مريضاً، وهو الابن الذي اختطفته سجون الاحتلال من عائلته ل11عاماً سابقة، والآن يعود للأسر من جديد.
اليوم لا تملك أم بلال إلا أن تحزن على عمر ابنها، تقول"كيف لا أحزن على ابني لؤي فريج (44عاماً) وهو يعاني من انعدام الرؤيا في الليل وفي النهار، ويكاد لا يرى إلا من مسافة قصيرة، وقد أصابه مرض السكري والضغط والديسك.
تؤكد عائلة الأسير فريج بأن مخابرات الاحتلال تنتقم من ابنها شر انتقام، فقبل الاعتقال الأخير عرض ضابط المخابرات على الأسير فريج السفر خارج الوطن لمدة خمس سنوات ورفض ابني هذا العرض، فهو يحب وطنه، وقد أبعد عام 2003 وهو في الاعتقال الإداري إلى قطاع غزة لمدة عام ونصف، ليعاد اعتقاله عدة مرات، حتى وصل الأمر للاعتقال الأخير الذي كان فجر الاثنين، لتصدم عائلة الأسير فريج.
والدة الأسير فريج تتخوف من أن تفقد ابنها في الأسر، تقول"فقدت ابني بلال بسبب مرض السرطان وأخشى أن أفقد ابني لؤي بسبب الأسر والاعتقالات المستمرة، فهو يحتاج العلاج وقد حاول السفر إلى الخارج للبحث عن زراعة قرنية إلا أن الاحتلال منعه بسبب الذريعة الأمنية".
حين يسأل أطفال الأسير فريج جدتهم عنه وعن سبب اعتقاله لا تعرف بماذا تجيبهم، وزوجة الأسير فريج لم تستطع أن تذهب لعملها في المدرسة، ولم يذهب أولادها، نتيجة اعتقال والدهم.
تقول زوجة الأسير فريج"إعادة الاعتقال لها عذاب مضاعف، والخشية أن يطول الأسر هذا المرة لأن ضباط المخابرات لم يتوقفوا عن تهديده باستدعاء أمني في منطقة المعبر الشمالي، وكانت رسائلهم له جدية وعادوا ونفذوها في الاعتقال الأخير، فكل شيء عندهم مقصود ومتعمد.
إذا سمح للأسير فريج بحق الزيارة ستزوره عائلته، تقول زوجته"سنعود إلى رحلات الزيارة المؤلمة، إذا سمح له بالزيارة ".
طفل الأسير فريج، صاحب الـ14ربيعاً، يعلق على اعتقال والده"منذ أن قدمت إلى هذه الدنيا وأصبحت أميز الأحداث ووالدي يعتقل لدى الاحتلال فعمري تقريبا يساوي مجموع سنوات اعتقاله، وهذا أمر شاق عليَ وعلى إخوتي الصغار الذين يشتاقون له دائماً ويتمنون أن يكون بينهم فترة طويلة".
يضيف فريج" نحن لا نعرف متى سينتهي هذا العذاب لنا، ونسأل الله العلي القدير أن يتحرر والدي قريباً من الأسر، وأن لا يتم الانتقام منه فهو لم يعد يحتمل السجن وعذاباته".
تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال اعتقل الأسير فريج بتاريخ 12/3/2018، ولم يراعي بالاً ظروفه الصحية، والتقارير الطبية حوله.