حتى بعد أن نال حريته، لم يكن الطفل كريم عمران حسين (13عاماً) من بلدة عزون، شرق قلقيلية، قادراً على الحديث والتعليق حول ما جرى، لمكتب إعلام الأسرى، كان يبدو واضحاً بأن تأثير تجربة الاعتقال لا يزال حاضراً في ذاكرته، في طفولته كذلك، كيف لا وقد خاض تجربة الاعتقال في سجن مجدو في سنٍ غض، تنقل في جيبٍ عسكري لعدة نقاط توقيف، وجرى التحقيق معه في مركز تحقيق حوارة.
يقول والد الطفل الأسير كريم، عمران حسين، لمكتب إعلام الأسرى" الاحتلال لا يرحم الطفولة، فاعتقال كريم كان في شهر نيسان الماضي، وآنذاك رفضتُ أن يتم أخذه لوحده، فهو طفل، وجرى اعتقالي برفقته مدة يومين، ومن ثم جرى الإفراج عني".
في الوقت الذي أفرج فيه عن والد الأسير كريم، جرى تحويل الأخير للمحكمة العسكرية، يضيف والده" لحظة الاعتقال مع ابني شعرت بوحشية لا توصف، وظروف اعتقال قاسية، فقد تم نقلنا إلى عدة نقاط توقيف قبل الوصول إلى مركز توقيف حواره قرب نابلس، حيث يتم هناك التحقيق مع الأطفال بقسوة وتخويفهم؛ لانتزاع الاعتراف منهم وإدانتهم أمام المحاكم العسكرية بعد تلفيق لائحة اتهام ضدهم".
شاهد والد الأسير كريم حسين كيف يتم انتزاع الاعتراف من طفله الأسير من قبل المحققين، رأى كيف كان الأطفال يعودون من جلسة التحقيق في مركز حوارة إلى غرف مركز التوقيف، وكيف كانت علامات الإرهاب النفسي بادية عليهم".
يوضح والد الأسير كريم حسين" بعد إجراء جلسة واحدة مع الطفل يتم تحويل ملفه إلى محكمة سالم العسكرية، على يد النيابة التي تسارع إلى المطالبة بالسجن الفعلي لطفل لم يتجاوز عمره 13 عاماً".
مع صعوبة الحديث معه كان كل ما قاله المحرر الطفل كريم حسين لمكتب إعلام الأسرى، وقد كان واضحاً تخوفه من أن يتم اعتقاله مرة أخرى، قال كلمة واحدة" خايف"، وأعقبها بالقول" كان وضع السجن صعباً، وكنا نعيش ظروفاً مرعبة، وكان ضباط السجن يعزلون كل أسير يخالف قوانين السجن".
الجدير ذكره أن قرابة 300 أسير من الأطفال يتواجدون في أقسام خاصة في سجن مجدو وهشارون، ويتم عرضهم على محاكم عسكرية وتصدر بحقهم أحكام جائرة قد تصل إلى 20 عاماً.