الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال… الأسرى المرضى بين حياة الموت والانتظار
تقرير/ إعلام الأسرى

تعمد إدارة السجون الإسرائيلية إلى سياسة إهمال طبي ممنهج تجاه الأسرى المرضى، حيث تُحرمهم من أدوية ضرورية، ومن رعاية طبية ملائمة، وحتى من الفحوصات والعلاجات الجراحية المتقدمة. الإهمال الطبي أصبح السبب الثاني بعد التعذيب في وفاة الأسرى داخل السجون، ويترك الأسرى فريسة للأمراض المزمنة والخطيرة التي تتفاقم مع مرور الوقت، ما يجعل حياتهم على المحك.

وفي إطار التوثيق الميداني تواصل مكتب إعلام الأسرى مع عدد من عائلات الأسرى، الذين نقلوا بدورهم جانبا من معاناتهم القاسية داخل السجون:_

محمود طلال توفيق عبد الله – سجن نتسان/الرملة

الأسير محمود عبد الله (49 عامًا) من مخيم جنين، اعتُقل بتاريخ 24/1/2025 بعد محاولته مساعدة سيدة وأم لشهيدين. تنقل بين سجون مجدو وجلبوع قبل نقله إلى الرملة. يعاني من سرطان الكبد، قرحة واضطرابات في المعدة، واضطرابات نفسية مزمنة، ويُحرم من أدويته، بينما تُؤجل محاكمه باستمرار، وتتابع عائلته وضعه الصحي مع مؤسسات حقوق الإنسان وهيئة شؤون الأسرى.

بسام شريف فتحي شحرور – سجن جلبوع

الأسير بسام شحرور (31 عامًا) من طولكرم، معتقل منذ 19/7/2024، نقُل من مجدو إلى جلبوع. يعاني من مرض السكابيوس ودمامل في قدميه، واعتداءات ضرب ممنهجة، وإصابة بالسكري وآلام متفرقة بسبب سوء التغذية والتنكيل. حرمه الاحتلال من إنهاء دراسته الجامعية، ويخضع لمحاكمات مستمرة دون حكم نهائي، وسط إهمال طبي متعمد يزيد معاناته.

أحمد حسين عبد الغفار زلوم – سجن عوفر

الأسير أحمد زلوم (43 عامًا) من نابلس، معتقل إداريًا منذ 25/7/2025 بعد أن قضى 22 عامًا في السجون سابقًا. يعاني من آثار إصابات قديمة وشظايا في رقبته ويديه وظهره، ولا يتلقى العلاج الكافي. اعتقاله الإداري لمدة 5 أشهر حال دون إكمال رحلة علاجه بعد حريته، وسط غياب زيارات المحامين ومعلومات دقيقة عن وضعه الصحي.

علي السمودي – سجن النقب

الأسير الصحفي علي السمودي (58 عامًا) من جنين، معتقل إداريًا منذ 29/4/2025. يعاني من أمراض مزمنة كالضغط والسكري وإصابة سابقة بالرصاص، وضعف في الرؤية. يحتاج لأدوية يومية ونظارة طبية غير متوفرة، ويُعاني إهمالًا طبيًا متعمدًا يهدد حياته.

محمد عاطف أبو عليا – سجن النقب

الأسير محمد أبو عليا (19 عامًا) من المغير/رام الله، معتقل إداريًا منذ 26/10/2023. يعاني من إصابة في قدمه تعيقه عن الحركة، وسط صعوبة وصول المحامين له وعدم تلقي العلاج الكافي، ما يزيد معاناته الصحية.

فادي زهير أبو عطية – سجن نفحة

الأسير فادي أبو عطية (43 عامًا) من مخيم الأمعري/رام الله، معتقل إداريًا منذ 11/2/2025. يعاني من مشاكل صحية مزمنة نتيجة سنوات اعتقال طويلة، ويحتاج لأدوية يومية. تعرض لضرب شديد ولا يحصل على العلاج الكافي، وفقد نحو نصف وزنه منذ بداية اعتقاله.

بدوه، أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن الاحتلال يحتجز 22 أسيرًا مريضًا في عيادة سجن الرملة في ظروف قاسية ودون تقديم أدنى مستويات الرعاية الصحية، ما يجعلهم "شهداء مع وقف التنفيذ". الإهمال الطبي، الذي يُعد السبب الثاني بعد التعذيب في وفاة الأسرى، يفاقم الأمراض المزمنة ويحول الشفاء إلى شبه مستحيل، فيما يُماطل الاحتلال في نقل المرضى للمستشفيات المدنية ويقدم لهم طعامًا غير مناسب، وسط أوضاع معيشية متدهورة.

سلط المركز الضوء على حالة الأسير محمد علي طقاطقة من بيت لحم، المعتقل إداريًا ويعاني من فشل كلوي ويحتاج جلسات غسيل مستمرة، فيما يُرفض الإفراج عنه أو توفير العلاج اللازم، ما يشكل خطراً حقيقيًا على حياته. وطالب المركز المؤسسات الدولية والحقوقية بزيارة عيادة سجن الرملة والعمل على إنقاذ الأسرى قبل فوات الأوان.

وفي ذات السياق، يؤكد مكتب إعلام الأسرى أن سياسة الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال تشكل خطرًا مباشرًا على حياة الأسرى المرضى، ويطالب المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بالضغط على الاحتلال لتوفير العلاج الكامل للأسرى المرضى أو الإفراج عنهم، مؤكدًا أن استمرار هذه السياسة سيؤدي إلى زيادة عدد الشهداء في الحركة الأسيرة.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020