في تقرير مصور بثته شبكة "سكاي نيوز" حاولتْ فيه الكشف عن الفترة الأخيرة في حياة الطبيب الغزي الشهير، عدنان البرش، بداية من عمله اثناء الحرب على غزة إلى اعتقاله وإعلان وفاته في 19 نيسان/أبريل 2024 في سجن عوفر الإسرائيلي.
ونقلت إفادة أدلى بها أحد الأسرى الذي كان يعرف الدكتور البرش في غزة، لمحامين من منظمة "هموكيد" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، قال فيها إنه "في منتصف نيسان/أبريل 2024، وصل الدكتور عدنان البرش إلى قسم 23 في سجن عوفر. أحضره حراس السجن إلى القسم في حالة يرثى لها. كان واضحاً أنه تعرض للاعتداء، حيث ظهرت إصابات على جسده، وكان عارياً في الجزء السفلي من جسده". وأضاف الأسير السابق: "قام حراس السجن بإلقائه في وسط الساحة وتركوه هناك. لم يكن الدكتور عدنان البرش قادراً على الوقوف. ساعده أحد الأسرى ورافقه إلى إحدى الغرف، وبعد بضع دقائق، سُمع صراخ الأسرى من الغرفة التي دخلوا إليها وهُم يعلنون وفاة الدكتور عدنان البرش.
عدنان البرش، رئيس قسم العظام بمجمع الشفاء الطبي بغزة أصرّ على مواصلة عمله على الرغم من التهديدات، وبعد اقتحام المستشفى في المرة الأولى، خرج متجهاً إلى مستشفيات الشمال حتى تم اعتقاله هناك، وتحديداً من مستشفى العودة، في كانون الأول/ديسمبر 2023، والذي استمر لأربعة شهور حتى وقت استشهاده.
و تُعدّ "عملية اغتيال متعمدة". حتى الآن، لم تُعلن نتائج التحقيق الذي أعلنت السلطات الإسرائيلية فتحه بشأن استشهاده، كما لا يزال جثمان البرش محتجزاً.
وقبل أشهر، نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، تقريرًا حول احتجازوفاة الطبيب الفلسطيني ورئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء بغزة، د. عدنان البرش، في معسكرات الاحتلال السريّة، قبل أن يُعلن عن وفاته في ظروفٍ مجهولة.
وتقول الصحيفة العبرية، إن من بين الحوادث التي تم فيها اعتقال الفلسطينيين في غزة، ونقلهم إلى أحد مراكز الاحتجاز وماتوا في السجون الإسرائيلية خلال الحرب، تثير قضية الدكتور عدنان البرش العديد من الأسئلة.
وكان البرش، (50 عاماً)، يعمل في مستشفى الشفاء عندما بدأت الحرب في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وعندما وصلت إليه القوات الإسرائيلية واستهدفته، توجه شمالاً إلى المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا. وعندما أصبح ذلك أيضًا ساحة معركة، ذهب إلى مستشفى العودة في مخيم جباليا للاجئين شمال مدينة غزة.
وقالت ياسمين البرش، زوجة البرش، للصحفيين الفلسطينيين إن زوجها لم يعد من مستشفى جباليا إلا خلال فترة وقف إطلاق النار التي استمرت أسبوعًا في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، ثم عاد بعد ذلك إلى العمل. وروت قائلة: "لقد تحدث معي عبر الهاتف عندما أمكن ذلك وسألني عن أطفالنا الستة". "طلبت منه العودة إلى المنزل، لكنه أصر على البقاء مع المرضى".
وفي ظروف لا تزال غير واضحة، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي البرش في ديسمبر الماضي.
وبحسب شهود عيان تحدثوا مع عائلته، فإنه عندما وصلت قوات الاحتلال إلى مستشفى العودة، أُمر بالنزول إلى ساحة المستشفى، وبعد ذلك لم تتم رؤيته مرة أخرى في غزة. ونقلت "هآرتس"، عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أنه تم توثيق البرش في مركز احتجاز تابع للجيش الإسرائيلي في 19 ديسمبر/كانون الأول، قبل نقله في اليوم التالي إلى مركز احتجاز كيشون للسجناء الأمنيين، بالقرب من حيفا. وقال المتحدث: “لم يكن تحت مسؤولية الجيش الإسرائيلي منذ ذلك الحين”.
وبحسب مصادر أمنية تحدثت مع صحيفة "هآرتس"، بعد استجوابه من قبل جهاز الأمن الشاباك في المنشأة، تم نقل البرش إلى سجن عوفر، الذي تديره مصلحة السجون الإسرائيلية.
وأضاف أحد المصادر أن البرش لم يمت أثناء الاستجواب. ورفضت مصلحة السجون تأكيد أو نفي أي تفاصيل حول جراح العظام، مكتفية بالقول: إنها لم تعلق على ظروف وفاة معتقلين أو سجناء أمنيين من غير المواطنين الإسرائيليين. ونتيجة لذلك، تقول الصحيفة العبرية، لم يتم تقديم أي إجابة حول ما إذا كان قد تم تشريح جثة البرش، كما هي العادة بعد وفاة أي سجين في مرفق خدمة السجون.
وكان الرد الرسمي للخدمة هو: "اتصل بالجهة المخولة".
وكان أعلن فى 2 مايو/ آيار الجاري، استشهاد اثنين من معتقلي غزة، أحدهما رئيس قسم العظام في مجمع الشفاء الطبي الدكتور عدنان أحمد عطية البرش (50 عاما) من جباليا.
ووفقا للمعلومات المتوفرة، فقد استُشهد البرش في معتقل "عوفر" في 19 نيسان/ أبريل الماضي، ولا يزال جثمانه محتجزا، علما أنه كان قد تعرض للإصابة خلال وجوده في المستشفى الإندونيسي قبل نحو 5 أشهر من اعتقاله.