اعتبر مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن الصور ومقاطع الفيديو التي يبثها الاحتلال لعمليات تنكيل وتعذيب للأسرى ليست أعمال فردية أو تسريبات خارجة عن السيطرة إنما هي سياسة ممنهجة تشرف عليها أجهزة استخبارات الاحتلال لتحقيق أهداف متعددة.
وأوضح مركز فلسطين أن مخابرات الاحتلال تنشر بين الحين والآخر مقاطع فيديو أو صور لعمليات تنكيل وتعذيب للأسرى كما جرى مؤخراً في سجن مجدو وسبقها معسكر اعتقال "سيديه تيمان" وغيرها من السجون، وذلك بهدف كسر إرادة الأسرى، وإثارة الخوف والقلق في نفوس ذويهم، وخاصة مع انقطاع الزيارات، كذلك يهدف إلى تحقيق الردع وتخويف الشعب الفلسطيني وكي وعيه بأنه سيلقى مصير هؤلاء الأسرى إن فكر في مقاومة الاحتلال، إضافة إلى محاولة سحق إنسانية الأسير وكسر عنفوانه ومحو فكرة التحدي والصمود من داخله.
وأكد مركز فلسطين أن كل محاولات الاحتلال لتحقيق تلك الأهداف ستبوء بالفشل، فالشعب الفلسطيني يعي ويدرك بشكل جيد مساعي الاحتلال وأجهزة مخابراته خلف تلك التسريبات، كذلك الأسرى لن تتزعزع ثقتهم بأنفسهم ولن يتراجع إيمانهم بقضيتهم ووطنهم وإنسانيتهم، وسيصمد الأسرى في مواجهة تلك الجرائم التي تصاعدت بشكل خطير بعد السابع من أكتوبر والتي تأتى في إطار الانتقام والحقد.
وقال مركز فلسطين إن ما يجرى داخل السجون لا يشكل إهانة للأسرى بقدر ما يشكل إهانة وتحقير لكافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية التي داس عليها الاحتلال بكل وقاحة وضرب بعرض الحائط كافة اتفاقيات حقوق الانسان التي أفردت العشرات من النصوص لحقوق الأسير وحفظ كرامته، والتي لم تتدخل بشكل حقيقي لوقف تلك الجرائم.
وأكد مركز فلسطين على خطورة أوضاع الأسرى داخل السجون مع استمرار جرائم التنكيل والتعذيب والتجويع والإهمال الطبي بحقهم وصولاً إلى قتل الأسرى بدم بارد خلال التحقيق أو إطلاق النار عليهم بشكل مباشر كما جرى مع العشرات من الأسرى خلال الشهور الماضية وخاصة أسرى قطاع غزة، محذراً من ارتقاء شهداء جدد داخل السجون نتيجة سياسات الاحتلال العدائية بحقهم والتي تحظى بدعم سياسي وأمني وتشريعي من حكومة الاحتلال المتطرفة وفى مقدمتهم المجرم "بن غفير".
ونوه مركز فلسطين إلى أن ما جرى في سجن مجدو من عمليات تنكيل حيث ظهر الأسرى مستلقون على بطونهم ووجوههم للأرض وأيديهم مكبلة للخلف والكلاب البوليسية حولهم تحاول نهشهم بكل شراسة هو جزء يسير مما يجرى في معسكرات الموت من جرائم يندى لها جبين الإنسانية تعيد إلى الأذهان ما جرى في معسكر غوانتنامو.
وأشار مركز فلسطين إلى أن ارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة خلال الشهور الأخيرة بشكل كبير والذي وصل إلى (264) شهيد هو أكبر دليل على إقرار الاحتلال لسياسة القتل البطيء بحق الأسرى دون رادع من أي جهة دولية، بينهم 27 شهيدا ارتقوا خلال الأحد عشر شهراً الأخيرة معروفة هوياتهم إضافة إلى العشرات الذين قتلهم الاحتلال ولم يتم الكشف عن أسمائهم، والمئات من المختفين قسرياً من أسرى غزة.
وطالب مركز فلسطين المؤسسات الحقوقية الدولية الخروج عن صمتها الذي يشجع الاحتلال على الاستمرار في تلك الجرائم المروّعة التي ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين، واتخاذ إجراءات عاجلة للضغط على الاحتلال، لوقف جرائمه والسعي الحقيقي لتقديم قادة الاحتلال لمحاكم جرائم الحرب.