الأسير عاصف الرفاعي .. مرض وقيد ينهشان الجسد والعمر!
إعلام الأسرى

في السجن كل شيء مختلف، المرض أقسى والفراق أصعب والعتمة أظلم والجوع أقوى، كل شيء مضاعف بعيدا عن الأهل والأحبة والرفاق.. يتحمل الجسد قليلا، لكنه يهوي كثيراً بين أنياب الإذلال والعجز والإهمال.

الأسير عاصف الرفاعي، شاب عشريني كان من المفترض أن يؤسس لمستقبله ويخرج مع أصدقائه ويكمل تعليمه، لكن جسده المريض كان ضحية الاعتقال على يد الاحتلال ومن ثم ذاق ويلات الإهمال الطبي.

أصعب حالة مرضية

خضع الأسير الذي ينحدر من قرية كفر عين غرب رام الله لعملية استئصال ورم جديد مؤخرا في المجاري البولية، حيث يعاني من مرض السرطان منذ سنوات ولكن دون أن يشفع له ذلك أمام جنود مدججين اعتقلوه من منزله في الرابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر من عام ٢٠٢٢.

يقول والد الأسير إنه عانى مؤخرا من مضاعفات صحية مفاجئة حيث تم نقله يوم الأربعاء الماضي من سجن الرملة إلى مستشفى "أساف هروفيه" بشكل مستعجل، وتم إجراء عملية طارئة له ليتم اكتشاف ورم جديد إلى جانب الأورام التي يعاني منها.

الورم الجديد الضخم أدى لتفجر مسلك البول لدى الأسير دون اكتراث من إدارة سجون الاحتلال، ما أدى لحدوث تضخم في الكلى التي لم تعد تقوم بوظائفها.

يوضح الوالد أن الأطباء قاموا بإيصال أنبوب من خاصرته إلى كليتيه ليقوموا بتنظيفهما، ولكن الأمر الأصعب كان إعادته إلى سجن الرملة في اليوم ذاته الذي أجريت فيه العملية.

وأضاف:" هذه جريمة بحد ذاتها، ابني مريض بالسرطان ولا رعاية طبية أو متابعة لحالته، ومن شدة صراخه وألمه يتم نقله للمستشفى ليكتشف الأطباء تفجر مسلك البول لديه بسبب الإهمال!".

هذه الجريمة الجديدة التي نفذها الاحتلال تقود عائلة عاصف للقلق الشديد على حياته، في ظل استمرار ارتقاء الأسرى المرضى الذين يعانون الإهمال الطبي في الزنازين الصهيونية.

يتابع الوالد:" نتيجة هذه الممارسات من إدارة السجون بتنا نخشى وصول أي خبر صادم لنا، ابني مريض ولا علاج له داخل السجن".

واصلت العائلة مطالبتها بالضغط على الاحتلال للإفراج عن عاصف قبل فوات الأوان، فهذا هو سلاحها الوحيد أمام آلة الإهمال الطبي المتعمد والتي تفتك بالأسرى المرضى.

"هذا قدرنا وسنواجهه بكل قوتنا وثباتنا وعزيمتنا، وأقول لعاصف ابق قويا وارفع معنوياتك كي تعود لنا سليما معافى إن شاء الله".

جريمة منظمة

إدارة السجون الصهيونية تعلم جيداً ما تفعل، وهي ليس أنها لا تكترث بل تتعمد ممارسة الإهمال الطبي كي توصل الأسير المريض إلى أقسى حالة يأس ممكنة.

أكثر من سبعمئة أسير مريض يعانون ويلات المرض وقهر السجن معاً، لا ينظر لهم المحتل إلا بعين الإيذاء لزيادة معاناتهم وإيصالهم إلى ثلاجات الموتى.

من بين هؤلاء المكلومين مئتا أسير يعانون من أمراض مزمنة بينهم ٢٤ أسيرا يعانون من مرض السرطان، وغالبيتهم عانوا منه بعد اعتقالهم بسبب الظروف الصحية الصعبة التي تفرضها عليهم إدارة السجون.

منذ اعتقال الرفاعي في أيلول من العام الماضي ماطل الاحتلال في تقديم العلاج له لمدة سبعة أشهر متتالية ما أدى لتفاقم وضعه الصحي، وبعد البدء بالعلاج تم اكتشاف أورام جديدة في جسده.

تحول عاصف من شاب طموح يريد بناء مستقبله وبدء حياته إلى جسد أسير تعصف به الأوجاع في سجن صهيوني حاقد تحت رحمة من لا رحمة لهم.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020