أفاد مكتب إعلام الأسرى أن سلطات الاحتلال صعدت بشكل كبير جدا من سياسة الاعتقالات بحق مواطني مدينة الخليل خلال شهر أغسطس الماضي حيث تم رصد 112 حالة اعتقال، وهذا يعتبر زيادة بنسبة 60% عن شهور سابقة.
وأوضح مراسل إعلام الأسرى أن مدينة الخليل شهدت الشهر الماضي حملات اعتقال مكثفة ومتواصلة وتحديداً بعد العملية البطولية التي وقعت قرب مستوطنة كريات أربع المقامة على أراضي الخليل وقتل خلالها مستوطنة وأصيب اخر بجراح، حيث نفذت قوات الاحتلال العشرات من عمليات المداهمة والاقتحام لعدد من البلدات والقرى والمدن في الخليل، واقتحمت المنازل وفتشتها وحطمت محتوياتها بشكل انتقامي، ونصبت حواجز عسكرية على مداخل المدينة من كل الاتجاهات، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها، واعتقلت ما يزيد عن (112) من المواطنين، بينهم قاصرين، وعدد من الأسرى المحررين .
وبيَّن إعلام الأسرى ان قوات الاحتلال اعتقلت 17 مواطن من الخليل في ليلة واحدة بينهم عدد من القاصرين، وفى يوم اخر اعتقلت 13 مواطن في ليلة واحدة غالبيتهم من الاسرى المحررين ومن بينهم الشاب "محمد الشنتير" والذي تتهمه بتنفيذ عملية الخليل بعد محاصره منزله واطلاق القذائف الصاروخية تجاهه.
بينما اعتقلت الجريح محمود أبو شيخه من قرية كرمة جنوب الخليل، بعد إطلاق النار عليه قرب مستوطنة "حاجاي" في الخليل بذريعة محاولته تنفيذ عملية دهس وتم نقله الى مستشفى سوروكا في بئر السبع، ومددت توقيفه غيابياً لوجود بالمشفى بحالة خطرة.
اعتقال القاصرين
وقال إعلام الأسرى ان سلطات الاحتلال واصلت خلال آب الماضي استهداف الأطفال القاصرين في الخليل بالاعتقال والتنكيل، حيث رصد المكتب اعتقال 12 قاصر بينهم الطفل يزن وهيب اخليل (14 عاما).
كذلك اعتقلت الفتى الجريح أُبي يوسف أبو ماريا (17 عاما)، الذي يعاني من عجز في يده اليسرى بنسبة كبيرة جراء إصابة تعرض لها برصاص الاحتلال فى نوفمبر 2022، وقد خضع في حينه لعدة عمليات جراحية، وتعمد جنود الاحتلال خلال اعتقاله تكبيل يده المصابة خلف ظهره، ما تسبب له بآلام شديدة، وبعد تمديد اعتقاله لمدة 72 ساعة جرى تحويله الى الاعتقال الإداري بحجة وجود ملف سري.
بينما اعتقلت الفتى الجريح حسن وليد صبارنة (17 عامًا) من بلدة بيت أمر بالخليل، رغم حاجته لرعاية ومتابعة صحية، لتعرضه لإصابة خطيرة قبل شهر من اعتقاله أدت لحدوث نزيف في الرئة وكسور في الأضلاع، وخضع لأكثر من عملية جراحية واعتقاله يشكل خطورة على حياته، ورغم ذلك صدر بحقه قرار اعتقال ادارى.
اعتقال المحررين
وكشف إعلام الأسرى ان من بين المعتقلين من الخليل الشهر الماضي العشرات من المحررين الذين اعادت قوات الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى بعد مداهمة منازلهم ومنهم الأسير المحرر سفيان جمجوم والذي قضى ما يزيد عن 20 عاماً في سجون الاحتلال واعيد اعتقاله، وتحويله الى الاعتقال الإداري لمدة 4 شهور.
وأشار إعلام الأسرى الى ان عدد من المحررين الذين تم اعتقالهم قامت محاكم الاحتلال بتحويلهم الى الاعتقال الإداري لفترات مختلفة دون تهمه بحجة وجود ملف سرى لهم، بعد صدور توصيات بحقهم من مخابرات الاحتلال، بينهم الأسير المحرر "محمود داود " وصدر بحقه قرار ادارى لمدة 6 شهور والأسير المحرر عرفات القواسمه، و رسلان مسالمه، ونادى الأطرش، ومعين الزهور، وبلال ابو سنينة وغيرهم .
الاعتقال الإداري
وصعدت سلطات الاحتلال خلال شهر مارس الماضي إصدار القرارات الادارية بحق أسرى الخليل حيث رصد مكتب إعلام الأسرى إصدار محاكم الاحتلال الصورية (71) قرارا اداريا بحق أسرى من الخليل، بينهم (37) أسرى جدد لهم الإداري لفترات مختلفة، بينما (34) آخرين أصدرت بحقهم قرارات ادارية للمرة الاولى، وغالبيتهم من الأسرى المحررين والشبان الذين اعتقلوا خلال نفس الشهر.
ومن بين الأسرى الذين صدرت بحقهم قرارات ادارية الأسيرين شاهر الحيح، وثائر حلاحله وهما أسيران محرران كانا خاضا إضرابات مفتوحة عن الطعام في اعتقالات سابقة ضد الاعتقال الإداري.
بينما اكبر الاسرى الاداريين سناً الأسير "عادل شاكر شنيور" (75 عامًا) من بلدة الظاهرية بالخليل وهو اسير سابق كان أمضى 12 عام في سجون الاحتلال منها عشر سنوات رهن الاعتقال الإداريّ، وكان أعيد اعتقاله في يوليو الماضي وصدر بحقه قرار بالاعتقال الإداري رغم كبر سنه، ووضعه الصحيّ السيئ. وهو مريض بالسكر.
تدهور أوضاع المرضى
وأشار الى ان عدد من أسرى الخليل تدهورت أوضاعهم خلال الشهر الماضي أبرزهم الأسير المريض بالسرطان علي يونس الحروب من بلدة دير سامت جنوب غرب الخليل حيث يعانى من مرض السرطان و تبين مؤخراً أن السرطان منتشر بشكل كبير في جسده ووصل إلى ظهره وبطنه والمثانة، وأن حالته خطيرة للغاية، وهو معتقل منذ 2010م، وصدر بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة 25 عامًا.
كذلك تراجعت صحة الأسير صدقي حامد "التميمي" (63 عاما) من الخليل، حيث يعاني من عدة أمراض مزمنة، وتمارس إدارة سجون الاحتلال بحقه جريمة الإهمال الطبي وهو معتقل منذ 22 عام ومحكوم بالسجن لمدة 30 عاماً.
كذلك تراجعت صحة الأسير كايد الفسفوس من الخليل الذي يخوض اضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ الثالث من أغسطس الماضي على التوالي، احتجاجاً على اعتقاله الاداري، تراجعت بشكل ملحوظ، وأصبحت حياته مهددة بالخطر الحقيقي". حيث يعاني من التعب والإرهاق الشديدين، وأصبحت حركته صعبة للغاية ولا يستطيع المشي أو الوقوف، بالإضافة إلى أوجاع في كافة أنحاء جسده، ويصاب بالدوران و الدوخة وعدم الاتزان والنسيان.