على وقع آلام وآمال يصحو الأسير علي يونس الحروب من بلدة دير سامت جنوب غرب الخليل، فالمرض بات يحاصره وسنين حكمه ما زالت تقف سدا منيعا أمام أمله بالعلاج والتشافي.
في السجن بات يُعرف أن المرض قد يكون حكم بالإعدام على الأسير، ليس لصعوبته فقط بل لأن الاحتلال يستغله لأجل تطبيق الموت البطيء على المعتقلين، وحين يصل الأمر إلى مرض السرطان الذي يفتك بأجساد الأسرى بسبب الأجهزة التي تزرعها إدارة السجون الصهيونية بينهم؛ فإن الوضع مرير للغاية وعداد الموت لا يتوقف.
في ٢٢/٦/٢٠١٠ اعتقلت قوات الاحتلال الشاب الحروب وأصدرت عليه حكما بالسجن لمدة ٢٥ عاما، والآن يبلغ من العمر ٥٠ عاما وما زال ينتظر يوم الحرية بعد تعرضه للتحقيق المكثف القاسي، وذلك بتهمة مقاومة الاحتلال والتخطيط لتنفيذ عمليات فدائية.
في عام ٢٠٢٠ وفي ظل الظروف القاسية التي تفرضها إدارة سجون الاحتلال على الأسرى؛ بدأ يشعر الأسير الحروب بوجود ورم في الصدر وتحت الإبط، ورغم معاناته تلك ووضوح ما يعاني منه إلا أن عيادة السجن رفضت طلبه المتكرر لإجراء الفحوصات اللازمة وذلك في محاولة منها لمضاعفة معاناته.
بعد ضغوطات كبيرة قامت بها الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس وافقت إدارة السجون على إجراء الفحوصات والصور الطبية، وبعد ذلك تقرر إجراء عمليات استئصال للورم في أماكن مختلفة.
بعد أكثر من عام ونصف من معاناته وفي أواخر عام ٢٠٢١ تم إجراء عمليات استئصال للورم في الصدر وتحت الإبط الأيسر، حيث تم استئصال الورم والثدي وثلاث غدد من الإبط الأيسر.
بعد كل ذلك ظن الأسير أنه سيعيش بعضا من الراحة الجسدية، ولكن في عام ٢٠٢٢ هاجمته الآلام مجددا لتتبين إصابته بالورم مجددا، ولكن هذه المرة في العمود الفقري وتحديدا في الفقرة الخامسة، ورغم ذلك لم تكترث إدارة السجون لوضعه الصحي بل قامت بالاكتفاء بإعطائه حبة دواء بدلا من العلاج الكيماوي.
لم يقف الأسرى مكتوفي الأيدي أمام الجريمة المنظمة التي ترتكبها إدارة السجون بحق الأسير الحروب، فقاموا بخطوات نضالية في مختلف أقسام سجن النقب للضغط عليها لإجراء خمس جلسات أشعة له في مستشفى "سوروكا" بالنقب المحتل لمحاصرة الورم في الفقرة الخامسة، وكان ذلك في منتصف عام ٢٠٢٢.
ولكن الحكاية لم تنته بعد، فمع بداية العام الحالي بدأ الأسير يشعر بأعراض الورم من جديد أسفل الظهر، وبعد إجراء الفحوصات تبين أن الورم انتشر بطريقة كبيرة في مناطق مختلفة في أسفل الظهر والخصر والحوض والأفخاذ والخصيتين.
ومع الأجواء شديدة البرودة في السجون وأقسام الأسرى وانعدام وسائل التدفئة، يعاني الأسير الحروب حاليا من آلام شديدة جراء انتشار المرض وتأثيرات البرد القارس.
ويطالب الحروب بمتابعة علاجية لحالته الصحية وإجراء جلسات بيولوجية قررها الأطباء والتي يماطل الاحتلال في إجرائها بسبب تأخير توقيع مديرة السجون عليها ما يؤثر سلبا على حالته ويضع حياته في الخطر الشديد.
ورغم عدم الاستجابة له، إلا أن الأسير ما زال يناشد المؤسسات الحقوقية التي تعنى بمتابعة شؤون الأسرى واللجنة الدولية للصليب الأحمر بممارسة ضغوط كبيرة على الاحتلال لتقديم العلاج المناسب والسريع له حتى لا يصبح رقما آخر من بين الأسرى الذين فقدوا حياتهم بسبب الإهمال الطبي.