كان من المتوقع أن يكتفي الاحتلال بالشهور الإدارية الستة للأسير المريض "عبد الباسط معطان" (48 عامًا) من بلدة برقة قضاء رام الله، كونه يعاني من ظروف صحية صعبة لإصابته بمرض السرطان، إلا أن محكمة الاحتلال عادت يوم الاثنين 30/1/2023 وأصدرت قرار بتجديد الإداري له للمرة الثانية لستة أشهر إضافية دون تهمة.
لم يكد الأسير معطان يتحرر لثلاثة شهور فقط أمضاها متنقلا بين المستشفيات ومراكز العلاج المختلفة نتيجة معاناته من مرض السرطان حتى أعادت قوات الاحتلال اعتقاله وأصدرت بحقه قرار اعتقال إداري لمدة 6 شهور الأمر الذي ضاعف معاناته وزاد من خطورة وضعه الصحي.
مكتب إعلام الأسرى أوضحأن الأسير "معطان" مصاب بسرطان في القولون وحالته الصحية متردية ويحتاج إلى متابعة مستمرة وعلاج، ورغم ذلك لم يسلم من اعتقالات الاحتلال المتكررة له مما زاد من حالته الصحية سوءاً إلى حد كبير، حيث تعرض للاعتقال عدة مرات بحيث أمضى من يقارب 10 سنوات في سجون الاحتلال، غالبيتها رهن الاعتقال الإداريّ، وساهمت ظروف الاعتقالات وسوء التغذية في إصابته بمرض السرطان في القولون والغدد.
وأشار إعلام الأسرى إلى أن آخر اعتقال للأسير "معطان" كان بتاريخ 21 يوليو 2022 بعد مداهمة منزله وتحطيم محتوياته رغم أنه لم يمض على الإفراج عنه من آخر اعتقاله سوى 3 شهور فقط، حيث كان أمضى خلالها 6 شهور في الاعتقال الإداري، وخلال تلك الفترة القصيرة لم يتمكن من إكمال العلاج اللازم، المقرر له من قبل الأطباء.
وأضاف إعلام الأسرى أن الأسير كان يستعد للسفر لمتابعة علاجه في الخارج، إلا أنّ الاحتلال حرمه مجددًا من فرصة سفره للعلاج حيث تم اعتقاله، مجدداً، وبعد أسبوع من الاعتقال تم تحويله إلى الاعتقال الإداري دون تهمة لمدة 6 شهور.
وكشف أن الأسير معطان يعاني إضافة إلى السرطان من التهاب العصب الوركي، وهبوط مستمر في الوزن، ووهن عام في الجسد، وتواصل إدارة السّجون المماطلة بتقديم العلاج اللازم له، فمنذ اعتقاله نُقل للمستشفى مرتين لإجراء صورة طبقية ومنظار، وبعد شهر من إجراء الصورة، أكّد له الطبيب وهو طبيب عام وغير مختص، أن لديه كتلة على الرئة، لم تحدد طبيعتها.
وكان خضع سابقاً إلى عملية استئصال للورم بجزء من القولون وتبين لاحقًا أن الخلايا السرطانية لم تنتهي، وهناك احتمالية بانتشار المرض، والتخوّفات على حياته كبيرة، خاصّة أنه يُعاني مؤخرًا من مشاكل في التنفس وأوجاع في الصدر، وهو بحاجة ماسة إلى رعاية طبية مستمرة، لا تتوفر في سجون الاحتلال.
مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى الباحث رياض الأشقر اتهم الاحتلال بمواصلة سياسة الاستهتار بحياة الأسير المصاب بالسرطان عبد الباسط معطان، والذي تجسدت في تجديد الإداري له لمرة ثانية بدلا من إطلاق سراحه كونه يعاني من ظروف صحية خاصة.
وأوضح الأشقر أن "معطان" مصاب بسرطان في القولون و حالته الصحية متردية ويحتاج إلى متابعة مستمرة وعلاج، ورغم ذلك قام الاحتلال باعتقاله عدة مرات ورفض إطلاق سراحه مع انتهاء مدته الإدارية، و قام بتجديد الإداري له لستة أشهر أخرى مما يشكل خطورة على حياته كونه يتعرض لإهمال طبي متعمد من إدارة السجون.
وحمَّل الأشقر سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة وسلامة الأسير "معطان"، وناشد كافة المؤسسات الحقوقية التي تعنى بحقوق الإنسان، ومنظمة الصحة العالمية، للتدخل العاجل للإفراج عنه ليستكمل علاجه من مرض السرطان قبل فوات الأوان وخاصة أنه معتقل ادارياً دون تهمة واضحة.
وأضاف الأشقر أن الاحتلال يمارس سياسة القتل البطيء بحق الأسير "معطان" وخاصة أن المجال مفتوح لتجديد الإداري له لفترات أخرى بعد انتهاء الأمر الإداري الحالي، ومن الممكن الا يتحمل جسده طول الاعتقال كونه يعاني من مرض خطير، ولا يتلقى أي رعاية أو علاج حقيقي في سجون الاحتلال مما يعرضه للخطر الشديد على حياته.
وكانت زبيدة معطان، زوجة الأسير عبد الباسط، قد أكدت في تصريحات صحفية ان حالة زوجها تعرضت لمضاعفات خطيرة، أبرزها النزيف المتكرر، وكتل سرطانية جديدة و"تواليل"، وكتل على الرئتين غير معروف ماهيتها، ويرفض الاحتلال إجراء صورة طبقية له للكشف عن مدى خطورتها.
وأضافت، أنّ "الاحتلال لم يقدم للأسير أي نوع من العلاج، بل يرفض أن يدخل علاجه الذي ترسله العائلة"، وحينما فكر الاحتلال بمنح الأسير علاج، أعطاه حبوب مسكن (الأكامول) فقط، لكن عبد الباسط رفض تناوله".
وحمّلت زوجة الأسير الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته، وعن أي تطور خطير يُستجد عليه. وناشدت الجهات الدولية والحكومية والرسمية والمؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى؛ بالتدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسير المريض.
مكتب إعلام الأسرى شدد على أن الاحتلال لا يتورع عن اعتقال المرضى على اختلاف الأمراض التي يعانون منها بما فيها الخطيرة، دون الالتفات إلى الخطورة الحقيقية على حياتهم جراء ظروف التحقيق والسجن القاسية والتي تؤدي إلى تردي أوضاعهم الصحية بشكل كبير، وأكبر دليل على ذلك اعتقال الأسير المحرر المريض بالسرطان "معطان" .
وقال إعلام الأسرى أن الاحتلال يستخدم سياسة الإهمال الطبي في السجون كسلاح فتاك يقتل به الأسرى بشكل بطيء، بعد تركهم فريسة للأمراض تنهش في أجسادهم دون علاج الأمر الذي ينذر بارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة نتيجة الإهمال الطبي المتعمد ، وكان ارتقى خلال العام الماضي 5 شهداء نتيجة تلك السياسة الإجرامية.