أكد مكتب إعلام الأسرى بأن سلطات الاحتلال صعدت خلال العام 2022 حملات الاعتقالات بحق المواطنين من مدينة الخليل، والتي تعتبر من أكثر المدن الفلسطينية التي تتعرض للاستنزاف البشرى بعد مدينة القدس حيث رصد المكتب (920) حالة اعتقال من المدينة خلال العام المنصرم.
وأوضح إعلام الأسرى بأن قرى وبلدات مدينة الخليل تعرضت خلال العام الماضي للمئات من عمليات المداهمة والإقتحام وحملات التفتيش والاعتداء على المواطنين بما فيهم النساء والاطفال، دون وجه جق، كما صادروا أجهزة اتصال وحواسيب خلال عمليات الاعتقال ومصادرة اموال ومصاغ ذهبية بحجة انها مخصصة لدعم المقاومة.
ووصل الأمر إلى اعتقال كبار السن، حيث اعتُقل المسن موسى شديد (72 عاما) من بلدة دورا جنوب الخليل، كما استهدفت قوات الاحتلال بالاعتقال عشرات الأسرى المحررين، بعضهم اعتقل 3 مرات في نفس العام، من بينهم المحرر هشام إسماعيل أبو هواش من الخليل، وهو أسير محرر خاض إضرابًا عن الطعام استمر 141 يومًا، وأُفرج عنه قبل إعاده اعتقاله بعدة أشهر.
وأضاف إعلام الأسرى أن الاحتلال لم يتورع عن اعتقال المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمد يوسف الأشقر (25 عاما)، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أثناء تواجده على مدخل مسافر يطا جنوب الخليل، و اقتادته إلى أحد مراكز التوقيف والاعتقال، واعتقلت الشاب "فادي أبو سنينة" وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة خلال مواجهات اندلعت في منطقة باب الزاوية، بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
كذلك اعتقل الجريح صهيب عدنان عصفور (ابو تركي) من الخليل، بعد إطلاق النّار عليه أمام منزله وأصيب في ساقه اليمنى، وخضع لعملية جراحية في مستشفى "شعاري تسيدك" الإسرائيليّ، وهو مقيد اليدين ٌ وتم وضع أسياخ حديد لتثبيت العظام .
بينما اعتقلت قوات الاحتلال خلال العام الماضي أربعة من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة الخليل وتم التحقيق معهم لساعات وإطلاق سراحهم بعد توجيه تهديدات لهم، وهم النائب نايف الرجوب من مدينة دورا جنوبا، وهو أسير سابق اعتقل عدة مرات، وأمضى ما مجموعه 12 عاماً في سجون الاحتلال، والنائب باسم الزعارير من بلدة السموع غربا ، وهو أسير سابق أمضى 5 سنوات في سجون الاحتلال، والنائب "خليل ربعي" من يطا جنوباً، وهو أسير سابق أمضى 4 سنوات في سجون الاحتلال، والنائب "محمد اسماعيل الطل" الذي أمضى ما يزيد عن 12 عام في سجون الاحتلال .
اعتقال الأطفال
وبين إعلام الأسرى بأن سلطات الاحتلال واصلت اعتقال القاصرين ما دون الثامنة عشر من أعمارهم من الخليل بحجج مختلفة، حيث وصلت حالات الاعتقال بين القاصرين (165) حالة اعتقال من بينهم أطفال لم تتجاوز اعمارهم 12 عام، منهم الطفل" إسحق شاهين" (10 سنوات)، أثناء مشاركة عائلته في قطف ثمار الزيتون في منطقة تل الرميدة وسط الخليل، والطفل "عبد الرحمن الرازم" (12 عاما) في منطقة الكرنتينا بالخليل، والطفلين يامن حسام أبو عيشة، ومحمد نضال أبو عيشة (13عاماً)، من حي جبل ابو رمان بمدينة الخليل
بينما تعرض الأسير الفتى إبراهيم أبو إدريس (18 عاما) من مدينة الخليل حين اعتقاله لضرب شديد بالبندقية على رأسه فسقط على الأرض وقام جندي آخر بضربه مرة أخرى على رأسه على نفس المكان وضربه أكثر من لكمة على وجهه ثم احضر إلى حاجز شارع الشهداء ومكث هناك قرابة الساعتين ثم نقل إلى " حاجز جعبرة " وبقي واقفا في المطر لمدة ساعتين ثم نقل إلى المستشفى وهناك قام الطبيب بفحصه إلا أنه لم يقدم له أي علاج حتى أنه لم ينظف الدم عن وجهه وبقي في المستشفى حتى العاشرة صباحا ثم نقل إلى مركز توقيف عتصيون .
اعتقال النساء
وأشار إعلام الأسرى إلى أن الاحتلال واصل خلال العام الماضي استهداف النساء والفتيات من الخليل، حيث رصد التقرير 11 حالة اعتقال من الخليل، بينهن 3 قاصرات وهن الفتاة زمزم يحيى القواسمة (17 عامًا) من الخليل، اعتقلت بعد توقيفها على الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء وسط مدينة الخليل دون معرفة الأسباب، وتم نقلها مباشرة إلى مركز الشرطة التابع لمستوطنة "كريات أربع قبل أن تنقل إلى التحقيق في هشارون الرملة، ثم نقلت بعد التحقيق إلى سجن الدامون، وتم إصدار حكم بحقها بالسجن لمدة 6 شهور إضافة إلى غرامة مالية بقيمة 2500 شيكل.
والطفلة "جنات زيدات" (16 عامًا) من الخليل بعد توقيفها على حاجز ابو الريش وأفرج عنها بعد 16 يوماً من الاعتقال، والفتاة انتصار مناع العجلوني (17 عامًا)، من الخليل وأفرج عنها بكفالة مالية، بعد أيام على اعتقالها، كما اعتقلت "حليمة اسماعيل نعيم" من بلدة الظاهرية جنوب الخليل.
الشهيدة سعدية فرج الله
بتاريخ 2/7/2022 استشهدت الأسيرة المسنة سعدية سالم فرج الله (65 عاما) من بلدة اذنا قضاء الخليل، في سجن الدامون بعد وقت قصير من إصابتها بجلطة قلبية حادة خلال وجودها في ساحة الفورة، نتيجة تراكم تردي الوضع الصحي لها بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت المسنة "فرج الله" في ديسمبر من العام 2021 وهي أم لثمانية أبناء خلال تواجدها قرب الحرم الإبراهيمي، بعد الاعتداء عليها بالضرب المبرح من قبل مجموعة من المستوطنين، وجنود الاحتلال، قبل نقلها الى التحقيق في هشارون والذي استمر لأسبوعين في ظروف قاسية لم يراعى المحققون سنها او معاناتها من أمراض متعددة أبرزها السكرى، حيث تراجع وضعها الصحي خلال الاعتقال نتيجة الإهمال الطبي واحتجازها في ظروف قاسية، ورفض الاحتلال عدة مرات نقلها الى المستشفى لإجراء تحاليل وفحوصات لها لمعرفة سبب تراجع وضعها الصحي، إلى أن تعرضت لجلطة قلبية حادة أدت إلى استشهادها.
إضراب الأسير خليل عواودة
خاض الأسير خليل محمد خليل عواودة" (40 عاما) من قرية إذنا غرب الخليل، اضراباً عن الطعام لأكثر من 170 يوماً خلال العام الماضي احتجاجاً على اعتقاله الإداري، حيث اعتقل فى ديسمبر 2021، وتم اصدار قرار اعتقال إداري بحقه وتم التجديد له لمرة ثانية مما دفعه لخوض إضراب مفتوح عن الطعام في الثالث من مارس.
استمر اضراب الأسير 172 يوماً متتالية تعرض خلالها لظروف قاسية كاد أن يستشهد على أثرها، وماطل الاحتلال خلال 6 شهور للاستجابة لمطلبه، إلا أنه علق مساء 31/8/2022 إضرابه المفتوح عن الطعام بعد التوصل إلى اتفاق مكتوب يقضي بتحديد سقف الاعتقال الإداري بحقه وإطلاق سراحه في الثاني من أكتوبر على أن يبقى في مستشفى أساف هروفيه حتى تتحسن صحته ويتعافى من آثار الإضراب التي أضرت بجسده بشكل كبير
وقبل موعد الافراج بعدة أيام ادعى الاحتلال أنه هرب جهاز اتصال إلى مستشفى أساف هروفيه التي يقبع بها للاتصال على ذويه وتم تمديد اعتقاله وتقديم لائحة اتهام بحقه، ولا يزال معتقلاً حتى نهاية العام، وتم تمديد اعتقاله عدة مرات لحين محاكمته مرة أخرى.
قرارات إدارية
واصلت محاكم الاحتلال خلال العام إصدار القرارات الادارية بحق أسرى الخليل حيث رصد مكتب إعلام الأسرى إصدار محاكم الاحتلال الصورية (520) قرار إداري بحق أسرى الخليل بينهم (305) أسرى جدد لهم الإداري لفترات مختلفة، بينما (215) أسرى آخرين أصدرت بحقهم قرارات ادارية للمرة الاولى، تراوحت ما بين شهرين إلى ستة أشهر غالبيتهم من الأسرى المحررين الذين اعتقلوا سابقاً لدى الاحتلال.
ومن بين من صدرت بحقهم قرارات إدارية نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني، وقيادات وطنية وأسرى محررين أعيد اعتقالهم من بينهم الأسير القيادي في حماس والمرشح لقائمة القدس موعدنا الشيخ "فرحان علقم" (55 عاما)، م من الخليل تم التجديد له 3 مرات خلال العام.
والشيخ الاسير "عبد الخالق حسن النتشة " (62 عاماً) من حي جبل الرحمة بمدينة الخليل حيث جددت له عدة مرات، كذلك جددت الاعتقال الإداري بحق القيادي في حركة حماس الشيخ "رزق الرجوب" من دورا جنوب الخليل لمدة أربعة أشهر جديدة قبل يوم واحد من موعد الإفراج عنه.
بينما أصدرت محكمة عوفر العسكرية حكماً بالسجن المؤبد مدى الحياة بحق الأسير " أحمد عارف عصافرة" من بلدة بيت كاحل غرب الخليل، إضافة الى غرامة مالية بقيمة مليون ونصف المليون شيقل، بعد ان وجهت له تهمة المسؤولية عن الخلية التي قتلت جندياً اسرائيلياً عام 2019 قرب مستوطنة جنوب بيت لحم، وقامت بهدم منزله.
كما أن أسيرين من الخليل أنجبا عبر النطف خلال العام الماضي وهم الأسير " بركة راجح عبد المحسن طه " (45 عام) من سكان بالخليل، و رزق بثلاثة توائم دفعة واحدة ، ذكرين وانثى وهي المرة الثانية التي ينجب بها عبر النطف حيث أنجب طفلاً آخر ذكر أطلق عليه اسم (محمد)، إضافة إلى الأسير "يسري إبراهيم الجولاني " من بلدة اذنا جنوب الخليل رزق بتوأم اناث (مريم ورند)، وهو أحد محرري صفقة وفاء الأحرار، أمضى منها 8 سنوات في سجون الاحتلال وتحرر عام 2011 في الصفقة، وأعيد اعتقاله عام 2013، وأعيد له ما تبقى من حكمه السابق والبالغ 17عاماً.