الأسير بهاء شجاعية.. تلقى خبر استشهاد شقيقه بالصبر والاحتساب
إعلام الأسرى

من أقسى اللحظات التي يمكن أن تسجل في تاريخ حياة أي شخص هي فقد عزيز، وتزداد صعوبة إن لم يكن قريبا منه لحظة الوداع، ولكنها الأصعب والأكثر قهراً إن كان الفاقد أسيرا في سجون الاحتلال.

الأسير بهاء الدين شجاعية (25عاما) من قرية دير جرير شرق رام الله كان واحدا ممن كتب عليهم هذا الوجع، ففي منتصف الليلة قبل الماضية وصله نبأ استشهاد شقيقه وصديق روحه "قيس عماد شجاعية" بعد تنفيذه عملية فدائية أصابت مستوطنا في مستوطنة "بيت إيل" شمال رام الله.

مئات الشبان تجمعوا حول منزل الشهيد قيس في قريته دير جرير، وهناك كان الكل قلقاً على شقيقه الأسير بهاء يتساءلون إذا وصله الخبر الصادم، ويخبرون الصحفيين أن يتأنوا في نشر الاسم رفقة ببهاء وقلب بهاء.

ولكن هذا القلب الصابر فاجأ الجميع من العائلة وأصدقاء القيد، فتلقى الخبر بهدوء واحتساب وردد عدة مرات "إنا لله وإنا إليه راجعون"، وبدأ يهدئ إخوانه الأسرى بدلا من أن يقوموا بتهدئته.

وبحسب مصادر خاصة من داخل الأسر فإن بهاء قال للأسرى: هنئوني باستشهاد الحبيب قيس فالله اصطفاه واختاره، وبدأ الجميع باحتضانه وسط دموعٍ أسموها دموع الفرح بالشهادة!

وحين جاء دور الحديث مع العائلة كان الكل يترقب، فوالداه يخشيان على مشاعره وهو المغيب في سجون القهر، وإخوانه الأسرى يخشون على ثباته أن يضعف حين يسمع صوت أمه الحنون وهي تبكي فلذة كبدها.

ولكن المفاجأة كانت أن بهاء الأسير شرع برفع معنويات عائلته وتهدئتهم والحديث عن أجر الشهادة وبشرى الصابرين، فكانت لكلماته الأثر كله في إسباغ الصبر والاحتساب على منزل عائلته والتخفيف من مصاب الفقد بل وتحويله إلى منحة اختارها الله تعالى لهذه العائلة المجاهدة.

بهاء المرابط

ويعرف الأسير بهاء بأنه المرابط في المسجد الأقصى المبارك رغم القيود والعراقيل، ففي شهر رمضان المبارك الماضي اعتقل واعتدى عليه الجنود وأبعدوه عن المسجد، ولكنه عاد للرباط فيه مصرا على صد اقتحامات المستوطنين والدفاع عن مسرى رسول الله.

وتروي عائلة بهاء إصراره في الوصول إلى المسجد، فهو واحد من ملايين الفلسطينيين الممنوعين من دخول المدينة المقدسة دون تصريح خاص، ولكنه لم يكترث لذلك، وقفز عن جدار الفصل العنصري رغم الرضوض وآثار الضرب التي ملأتْ جسده، ووصل إلى الأقصى ورابط فيه مجدداً، قبل أن يتم اعتقاله مرةً أخرى ويُنقل إلى سجن "عوفر" ويحول بعدها إلى الاعتقال الإداري.

وتوضح أن بهاء شاب مهذب خلوق يحب مساعدة الآخرين، ولم يستطع رؤية المستوطنين يدنسون المسجد الأقصى كل يوم فقرر الرباط فيه رغم كونها مهمة شبه مستحيلة بالنسبة لمن يحمل هوية الضفة المحتلة، وهو أسيرٌ محرر أمضى في الأسر نحو 41 شهراً في مرّتيْ اعتقال.

وعرف بهاء الطالب في كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة القدس ببلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة، بصوته العطر في تلاوة القرآن الكريم الذي أتم حفظه منذ عدة سنوات.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020