أكد مدير مكتب إعلام الأسرى أحمد القدرة أن عملية نفق الحوية في ذكراها الأولى ما زالت تعكس إرادة الفلسطيني الصلبة والانتصار على السجان في أكثر السجون تعقيدا أمنيا.
وقال في مقابلة إذاعية عبر إذاعة صوت الأسرى إنه عندما حدثت عملية الهروب كان متواجدا داخل الأسر وعايش مع الأسرى هذه الأحداث، حيث كان في القسم ذاته في سجن ريمون مع الأسير محمد العارضة قبل نقله لسجن جلبوع.
وأشار إلى أن سجن جلبوع أنشئ حديثا عام 2004 من خلال خبراء إيرلنديين ليكون شديد الحراسة والمواصفات الأمنية الدقيقة بحيث لا يستطيع أي أسير أن يحدث خللا أمنيا فيه،وأنه على غراره أنشأ الاحتلال سجونا أخرى بنفس النظام كسجن رامون وتم هدم سجن نفحة القديم وإنشاء آخر جديد على غرار سجن جلبوع بنظام دقيق أمني.
وأوضح أن عملية نفق الحرية طالما أنها الأخيرة في سلسلة عمليات الهروب فهي العملية الأنجح والأصعب لأنها تجاوزت كل المحاذير التي يضعها الاحتلال إثر كل عملية هروب، حيث اعتاد أن يستفيد من أخطائه ويغطي الثغرات، فمعنى أن يستطيع ستة أبطال في سجن جلبوع أن يتجاوزوا كل المحاذير السابقة التي وضعها معناه أنهم أصحاب عقول وتخطيط دقيق، وعرفوا أين الثغرة واستطاعوا بأظافرهم أن يحفروا أرضية السجن كي يخرجوا منه.
وأضاف:" هذه عقلية الفلسطيني بشكل عام والأسير بشكل خاص رغم قلة الإمكانات وضخامة القيود والجدران والطاقم الأمني والإجراءات الدقيقة لمحاولة منع أي مس أمني فضلا عن هروب صارخ عبر نفق".
ورأى القدرة أن الأسرى الستة الأبطال الذين يمثلون الإرادة الفلسطينية هم أصحاب بعد نظر وتخطيط دقيق؛ أن يحفروا بالصخر من داخل القلاع الحصينة، وكان الأسرى يقولون بينهم إن هذه معجزة لأنهم يعرفون طبيعة الأقسام والغرف والإحكام الدقيق، معتبرا أن خروج ستة أسرى للفضاء وغيابهم لأيام هو ضرب المنظومة الأمنية في صميمها.
وأشار إلى أن إدارة السجون حرصت في ذكرى عملية نفق الحرية على افتتاح السجن مرة أخرى وإعادة الأسرى إلى قسم رقم واحد وتجديد المباني بحيث لا يتم اختراقها.
وأوضح أن الأبطال الستة الذين نجحوا في الهروب وبذلوا جهدا كبيرا في وقت طويل يحيطه الحذر الشديد والمراقبة ضمن مشاعر حذرة جدا وخوف من اكتشاف السجان للنفق؛ كان اهم دافع قوي حيث أن معظمهم من الأسرى المحكومون بالسجن المؤبد.
وتابع:" عندما يخطوا أسرى المؤبدات هذه الخطوة ويقومون بهذا العمل يعلنون بشكل واضح للسجن ولكل من يتابع قضية الأسرى أننا نريد حريتنا ولن نقبل أن نظل بالقيود والجدران إلى ما لا نهاية، وهذا لسان حال أسرى المؤبدات الذين بلغت بهم السنين مبلغا، وعملية نفق الحرية تضيء ضوءا أحمر للجميع أن أسرى المؤبدات يريدون الفرج في وقت قريب لأن السجان يستهدفهم ويحاول ثني عزيمتهم وفرض إجراءات جديدة عليهم بين الحين والآخر، ومع ذلك في كل جولة ينهضون بكل عزيمة، وفصائل المقاومة وعدت بحويتهم وستوفي إن شاء الله كما فعلت سابقا".