الأسير عبد الباسط معطان (48 عامًا) من بلدة برقة قضاء رام الله، تتعاقب عليه الاعتقالات التي ينفذها الاحتلال بشكل متكرر دون توقف، تنسم معطان الحرية قبل شهرين فقط أمضاهما متنقلا بين المستشفيات بعد اكتشاف اصابته بمرض السرطان، لكن الاحتلال أبى إلا أن يزيد معاناته بإعادة اعتقاله وتركه للمرض يفترسه داخل سجون لا تتوفر فيها أدنى مقومات العيش.
مكتب إعلام الأسرى أوضح أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال يرافقها ضباط مخابرات داهمت فجر اليوم الخميس منزل الأسير المحرر المريض "معطان" وقامت بحجز هويات أصحاب المنزل، وحطمت محتوياته بحجة التفتيش، وقبل أن تغادر أبلغت "عبد الباسط" أنه قيد الاعتقال دون أن تبين الأسباب.
السيدة "زبيدة معطان" زوجه الأسير عبد المعطي قالت إن قوات الاحتلال داهمت منزلها منتصف الليل، واعتقلت زوجها ونقلته الى جهة مجهولة، دون النظر الى ظروفه الصحية الصعبة، وكان تحرر من آخر اعتقال له في أواخر شهر أبريل الماضي، بعد أن أمضى 6 شهور في الاعتقال الإداري دون تهمة.
وأضافت زوجته أن العائلة حاولت اقناع ضابط الدورية أنه مريض وأظهرت التقارير التي تدل على ذلك، والمتابعات التي أجراها منذ إطلاق سراحه قبل شهرين، الا أنه رفض التعاطي معها وقام باعتقاله رافضا اصطحاب أي أدوية معه رغم حاجته الشديدة لها، ما يشكل خطورة حقيقة على حياته في ظل الأوضاع الصحية والمعيشية القاسية في سجون الاحتلال.
وفي نفس السياق، أكد إعلام الأسرى أن الأسير "معطان" ورغم معاناته من مرض خطير قد يودي بحياته، الا أنه يستهدف من قبل الاحتلال بشكل مستمر، حيث كان اعتقل عدة مرات وأمضى ما مجموعه 9 سنوات في سجون الاحتلال، معظمهما في الاعتقال الإداري، وساهمت ظروف الاعتقالات وسوء التغذية في إصابته بمرض السرطان في القولون، وكذلك في الغدد، وكان خضع سابقاً إلى عملية استئصال للورم بجزء من القولون وتبين لاحقًا أن الخلايا السرطانية لم تنتهي، وهناك احتمالية بانتشار المرض، والتخوّفات على حياته كبيرة، خاصّة أنه بدأ يُعاني مؤخرًا من مشاكل في التنفس وأوجاع في الصدر وقد وصل المرض إلى مراحله المتأخرة، وهو بحاجة ماسة إلى رعاية طبية مستمرة، لا تتوفر في سجون الاحتلال.
وأشار إعلام الأسرى الى أن الأسير "معطان" كان اعتقل آخر مرة في أكتوبر من العام الماضي، وصدر بحقه قرار اعتقال إداري دون تهمة لمدة 6 شهور، حيث نُقل مباشرة بعد الاعتقال الى مستشفى سجن الرملة نظرا لسوء وضعه الصحي، فيما رفض الاحتلال العشرات من المناشدات التي طالبت بإطلاق سراحه بشكل استثنائي كونه مصاب بمرض خطير، وقد اطلق سراحه بعد انتهاء الأشهر الستة دون أن يجدد له لمرة أخرى .
وأضاف إعلام الأسرى أن "معطان" وبعد تحرره من سجون الاحتلال، توجه الى العديد من الأطباء والمستشفيات للفحص واتخاذ الإجراءات الطبية الكفيلة بوقف تدهور وضعه الصحي وخاصة أنه تعرض لإهمال طبي متعمد خلال فترة اعتقاله ولم يتلقى أي علاج مناسب من قبل إدارة السجون التي تركته بشكل متعمد يصارع المرض.
وأكد إعلام الأسرى أن الاحتلال لا يتورع عن اعتقال المرضى على اختلاف الأمراض التي يعانون منها بما فيها الخطيرة، دون الالتفات الى الخطورة الحقيقية على حياتهم جراء ظروف التحقيق والسجن القاسية والتي تؤدي الى تردي أوضاعهم الصحية بشكل كبير، وأكبر دليل على ذلك إعادة اعتقال الأسير المحرر المريض بالسرطان "معطان" .
وقال إعلام الأسرى أن الاحتلال يستخدم سياسة الإهمال الطبي في السجون كسلاح فتاك يقتل به الأسرى بشكل بطيء، بعد تركهم دون علاج ورعاية فريسة للأمراض تنهش في أجسادهم نتيجة عدم إجراء كشف دوري مستمر لاكتشاف الأمراض في بدايتها، أو تقديم علاج ورعاية حقيقية بعد إصابة الأسرى بالمرض، الأمر الذي يراكم التعب والإجهاد والمرض في جسد الأسير ويؤدي الى زيادة خطورة المرض في جسده الى حد كبير يصعب فيما بعد شفائه أو التخفيف من آلامه.
وحذر إعلام الأسرى من الخطورة الحقيقية على حياة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي بحقهم، معتبراً أن العشرات منهم قد يكون مصيرهم الوفاة داخل السجون في حال لم يفرج عنهم او تقدم لهم الرعاية الطبية الحقيقية.
وبين إعلام الأسرى أن الأسرى المرضى أصحاب الأمراض الصعبة في سجون الاحتلال عددهم ما يزيد عن 160 اسيراً، يتعرضون للموت البطيء في ظل معاناتهم من ظروف صحية خطيرة للغاية وأمراض صعبة بما فيها السرطان، والفشل الكلى، واعتلال القلب، وضمور العضلات وانسداد الشرايين، والسكرى، والضغط مع استمرار استهتار الاحتلال بحياتهم وعدم تقديم أي رعاية طبية او علاج مناسب لهم مما قد يؤدى بهم الى الموت في أي لحظة.
وأشار الى تصاعد في العامين الأخيرين في أعداد الأسرى المصابين بأمراض خطرة وخاصة مرض السرطان خلال الشهور الماضية، نتيجة الإهمال الطبي وأسباب أخرى يساهم الاحتلال في تعريض الأسرى لها، وكان آخرهم الأسير "يعقوب قادري" من جنين، أحد أبطال نفق الحرية، والذي كشف عن إصابته بسرطان الغدة الدرقية في سجن "إيشل" ونقل إلى عيادة سجن الرملة.
وحمَّل إعلام الأسرى سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة وسلامة الأسير "معطان"، وكافة الاسرى المرضى وناشد كافة المؤسسات الحقوقية، والتي تعنى بحقوق الإنسان، ومنظمة الصحة العالمية، للتدخل العاجل للإفراج عنهم قبل فوان الأوان.