محررو الصفقة المعاد اعتقالهم.. آمال بالحرية ووعد المقاومة
إعلام الأسرى

لا يمر يوم إلا ويستذكر أهالي الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم على يد الاحتلال في الضفة والقدس؛ تلك الليلة الظلماء التي أعيدوا فيها إلى سجون القهر بعد سنوات قليلة من تحررهم من أحكامهم المؤبدة.

ولا تمر ساعة أو دقيقة إلا ويلعن هؤلاء الأسرى مع ذويهم عتمة الأسر منذ إعادة اعتقالهم، وعلاوة على ذلك أعيدت لهم أحكامهم المؤبدة دون أي اكتراث بالقوانين الدولية أو الوسطاء الذين أشرفوا على الصفقة.

ومنذ اعتقالهم قبل ثمانية أعوام في صيف عام 2014 وهم يعيشون القهر سنواتٍ شاركت فيه محاكم الاحتلال ضدهم والتي تدعي الحياد والعدل؛ ولكنهم مع ذلك لم يفقدوا الأمل في بزوغ شمس الحرية قريبا مع استمرار وعودات المقاومة ورصيدها من جنود الاحتلال الأسرى.

جريمة دولية

عائلة أقدم أسير في العالم القائد نائل البرغوثي من بلدة كوبر شمال رام الله طرقت كل الأبواب في محاولة لإيصال صدى هذه الجريمة الصهيونية المستمرة، ولكن لا حياة لمن تنادي مع عالم أصم يسمع فقط ما يريد.

وتقول زوجته المحررة إيمان نافع إن ما حصل بحق نائل وإخوانه من إعادة اعتقالهم رغم حصولهم على ضمانات دولية في صفقة تبادل أسرى أشرف عليها وسطاء دوليون؛ هو جريمة بكل معنى الكلمة ولا يمكن وصفها بأقل من ذلك.

وأوضحت أن ما جرى خلال جلسات المحاكمة في السنوات الماضية يظهر نية الاحتلال المبيتة في إعادة اعتقال المحررين الذين أفرج عنهم إلى الضفة الغربية، حيث أعادت المحاكم لهم أحكامهم السابقة التي من المفترض أن تسقط بمجرد الإفراج عنهم في صفقة يشرف عليها وسطاء دوليون.

وأشارت إلى أن الأسير نائل البرغوثي لم يفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 1985، وأفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011 وأعيد اعتقاله عام 2014، وهو على أعتاب دخول عامه ال42 في السجون الصهيونية كأقدم أسير على الإطلاق.

ورغم أن عائلة الأسير حاولت التوجه عدة مرات إلى الجهات الدولية لإسماع صوته وإيصال قضيته ومعاناته إلا أن الاحتلال لم يستجب لطلبات الإفراج عنه، وبقي يماطل في عقد جلسات المحاكم له متذرعا ببحث ونقاش الملف بينما يبقيه في عتمة الزنازين دون أفق.

ولكن العائلة لا تفقد الأمل بالله ثم بالمقاومة التي وعدت فأوفت، وتعد الآن وستفي بعد أن جمعت رصيداً من الجنود الأسرى لديها.

الانتظار..

سنوات قاسية يصفها أهالي الأسرى المعاد اعتقالهم؛ فهي أصعب من تلك التي قضوها في سجون الاحتلال قبل الإفراج عنهم في الصفقة، حيث أن هذه السنوات تحمل معها القهر بسبب تحررهم لفترة قصيرة ومن ثم إعادة اعتقالهم دون مبرر.

ويقول شقيق الأسير المقدسي علاء الدين البازيان إن الاحتلال أفرج عن شقيقه في صفقة وفاء الأحرار؛ حيث هاتفه أحد الضباط الصهاينة وطلب منه الحضور إلى مرةز المسكوبية قبيل الإفراج عنه، وذلك لتهديده بعدم تنظيم أي احتفالات بعد الإفراج، فقال له هذا شقيقي وخرج من قبور الأحياء فكيف لي ألا أحتفل به!

وبالفعل سادت الاحتفالات القدس كلها بالإفراج عن عدد من الأسرى المقدسيين في صفقة مشرفة، ولكن الاحتلال كان ينوي تنغيص هذه الفرحة بفرض قيود على المحررين ومنعهم من الوصول للضفة أو السفر خارجا، وبعد ثلاثة أعوام من الإفراج أعاد اعتقالهم.

ويوضح شقيق البازيان أن إعادة اعتقال الأسير كانت صدمة للعائلة، خاصة وأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة وفقد بصره خلال مقاومته للاحتلال، ولكن الأخير لا يفهم إلا لغة التنغيص والقهر.

ويؤكد أن العائلة ما زالت تتشبث بأمل الحرية الذي سيطل يوماً كما أطل عام ٢٠١٤، وستملأ الزغاريد أرجاء الوطن من جديد..

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020