حملت السيدة هديل بدر كل ما تملكه من صور لابنها وتوجهت إلى مقر الصليب الأحمر في القدس، جلست بين الحاضرين وجلهم من أهالي الأسرى والأمهات المكلومات على سنوات اعتقال أبنائهن.
ليست هذه الأجواء غريبة عن السيدة بدر؛ فنجلها الأسير رائد ريان من بلدة بيت دقو شمال غرب القدس اعتقل عدة مرات وتم تحويله في آخرها للاعتقال الإداري، لينال جرعات من عذاب هذا النوع المقيت من الاعتقال دون تهمة ولا محاكمة وبمماطلة واضحة ومتعمدة من مخابرات الاحتلال.
وتقول والدته إن نجلها قرر الخوض في إضراب مفتوح عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري الذي أصبح سيفا مسلطا على حياته ولا يمكنه من القيام بأي شيء كما غيره من مئات الشبان الفلسطينيين.
قوات الاحتلال اعتقلت رائد في الـ3 من تشرين ثاني/ نوفمبر من العام 2021 وحولته للاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، وبعدما اقتربت مدة الاعتقال على الانتهاء، تم تجديده إداريًا لمدة 4 شهور إضافية، ليعلن إضرابه المفتوح عن الطعام.
وتوضح الوالدة إن ابنها وهو يقارب على ٤٠ يوما من الإضراب يعاني من آلام بالرأس وفي المفاصل، إضافةً إلى معاناته من ألمٍ في الخاصرة والركب، وصعوبة في المشي، ولم يُعرض ريان على طبيب ولم يخضع لأي فحوصات طبية منذ أن بدأ إضرابه.
وأضافت:" ابني يعاني من آلام حادة في المفاصل والقدمين وصعوبة في المشي وآلام في الخاصرة والركبتين، أنا قلقة عليه وأتمنى لو أتمكن من رؤيته والاطمئنان عليه".
ورغم كل هذه المعاناة تمنع سلطات الاحتلال أي شخص من رؤيته أو زيارته، حيث حاولت عائلته عشرات المرات زيارته ولكن تم رفض ذلك من قبل الاحتلال الذي يستخدم هذه السياسة في محاولة لكسر إضرابه.
الأسير رائد معتقل إداري سابق حيث قضى ما يقارب ٢٢ شهراً بالاعتقال الإداري وبعد أن أفرج عنه بـسبعة أشهر فقط أعيد اعتقاله مرةً أخرى.
وتعزو والدته سبب إضرابه إلى كونه يشعر بالظلم لتحويله للاعتقال الإداري دون تهمة، حيث يحاول كسر هذا القيد الصلب بجوعه وأمعائه الخاوية.
وتحتجزُ سلطات الاحتلال الأسير ريان في زنازين سجن “عوفر”، في ظروفٍ اعتقالية وصحية صعبة، كما ترفض إدخال الممرض إلى زنزانته رغم خطورة وضعه الصحي، وفقاً للتقرير الذي صدر عن مؤسسة الضمير، حيثُ يعاني من دوار واضطرابات في التنفس، وآلام في المفاصل والمعدة، وتقيؤ مستمر، وترفض أيضاً إدخال بطانية له وتنظيف الزنزانة.