تتوسط دلال طفلاتها الأربعة؛ تحاول احتضانهن جميعا والاستمرار بالإمساك بصورة زوجها الأسير الذي تنهش سنوات حياته سياط الاعتقال الإداري، تصرّ أن تبقى الطفلات على معرفة كاملة بمعركة أبيهن التي يخوضها منذ أكثر من شهر.
الأسير الأربعيني خليل العواودة من بلدة إذنا غرب الخليل مستمر في معركة الأمعاء الخاوية رفضا لاعتقاله الإداري، حيث حوله الاحتلال لهذا النوع من الاعتقال دون تهمة ولا محاكمة وبقيت حريته تنزف على مدار اعتقالات عديدة.
تقول زوجته لـ مكتب إعلام الأسرى إن آخر ما وصلهم من أخبار عنه هو إعادة نقله لعيادة سجن الرملة بعد أن كان نقل مؤخرا لمستشفى "أساف هروفيه" الصهيوني بسبب تدهور وضعه الصحي، ولكنه هناك كما نهج كل الأسرى المضربين عن الطعام يرفض إجراء الفحوصات الطبية وتناول المدعمات الغذائية؛ فيحاول الاحتلال كسر إرادته بإعادته إلى مسلخ الرملة وإبقائه فيه.
وتوضح أن زوجها مصمم على إكمال معركته حتى تحقيق الانتصار والذي يتمثل بإنهاء اعتقاله الإداري والعودة إلى عائلته الجميلة التي تنتظره بكل شوق.
ولكن الوضع الصحي لخليل يزيد سوءا مع مرور الوقت؛ حيث يعاني من آلام حادة وتقيؤ مستمر وانخفاض كبير في الوزن ولا يقوى على الوقوف أو الحراك، بينما تتخوف عائلته من فقدانه لإحدى وظائف جسده الحيوية مع استمرار تعنت الاحتلال في الاستجابة لمطلبه المشروع.
وتشير الزوجة إلى أن زيارات المحامين مؤخرا له كانت تحمل منه رسائل تكشف عن وضعه الصحي وحالة التدهور الكبيرة فيه، كما يؤكد المحامون أنه يعاني من وضع صحي متردٍ وسط تجاهل الاحتلال.
وينفذ الاحتلال هذه السياسة بحق الأسرى المضربين أن يبقيهم في ظروف اعتقال قاسية في محاولة للتأثير عليهم وكسر إضرابهم، ولكنهم يعلنون بأمعائهم أن الظلم الذي يعيشونه لن يستمر طويلا.
الإرادة
ورغم ما يمر به من وضع صحي صعب ورغم اعتقاله في عزل انفرادي مقيت؛ إلا أن الأسير خليل أكد لمحاميه أنه مستمر في إضرابه حتى الحرية وإزالة سيف الاعتقال الإداري عن رقبته وحياته.
وتقول الزوجة إن الرسائل التي كان يرسلها مع المحامين تبعث الأمل في العائلة كلها وتشد أزرها وتبعدها عن أجواء القلق والتوتر قليلا، فرغم معاناته إلا أنه كان ينتشل زوجته وطفلاته من همٍ كبير.
خليل اعتقل عدة مرات منذ انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٢ هذا خامسهم، وتعرض كما المئات لظلم الاعتقال الإداري في ثلاث مرات منها؛ حتى ثار عليه في اعتقاله الأخير الذي كان في السابع والعشرين من كانون الأول الماضي.
وللأسير أربع طفلات كالزهرات يحملن صوره ويناشدن للإفراج عنه ويوجهن الرسائل له عله يسمعهن ويشد بصوتهن أزره فيكسر قيده عما قريب.