يواصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق الفلسطينيين ويتفنن ويتلذذ في ايذائهم، والتنغيص والتنكيد عليهم، حيث يتعمد استهداف طلبة الثانوية العامة تزامناً مع موعد الامتحانات لحرمانهم من إكمال تعليمهم لتدمير مستقبلهم.
مكتب إعلام الأسرى قال في تقرير له أن الاحتلال يتعمد وتزامناً مع اقتراب او دخول امتحانات الثانوية العامة اعتقال واستدعاء طلاب يستعدون لتقديم امتحاناتهم النهائية بهدف حرمانهم منها وتدمير مستقبلهم وزيادة الأعباء المتراكمة على شعبنا جراء جرائم الاحتلال المستمرة ، هذا عدا عن اعتقال العشرات من مرحلة الثانوية العامة خلال الشهور الماضية .
وأشار "إعلام الأسرى" الى ان الاحتلال اعتقل اليوم الطالب في الثانوية العامة "محمد يزيد بحر" من منزله فجراً في بلدة أبو ديس شرق القدس، حيث قالت والدته إن جنود الاحتلال برفقة ضابط مخابرات اقتحموا منزلهم بعد منتصف الليل وفتشوه بشكل همجي ودققوا في هويات قاطنيه، قبل ان يبلغوا بنيتهم اعتقال "محمد" الذى يتقدم لامتحانات الثانوية العامة منذ ايام .
وأضافت والدة الفتى " محمد" انها طلبت من ضابط المخابرات ان يتركوه فترة الامتحانات فقط أي عدة ايام، ثم يقومون بتسليمه لهم، حيث انه اجتهد منذ بداية العامة للحصول على درجات ممتازة، و تبقى له 4 امتحانات لكنهم رفضوا وقال ضابط المخابرات بالحرف الواحد " نحن مؤسسة أمنية ولسنا مؤسسة تعليمة " ثم قاموا بتقييد يديه بقيود مشددة ونقلوه عبر الجيبات العسكرية الى جهة مجهولة .
مشيرة الى أنها ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها نجلها "محمد" للاعتقال من قبل الاحتلال حيث اعتقل 4 مرات وهو لا يزال طفلاً، بحجة انه يلقي الحجارة على سيارات الجيش والمستوطنين.
كذلك الطالب "جهاد أبو رموز" من حي البستان بسلوان اعتقلته قوات الاحتلال قبيل امتحانات الثانوية العامة بيوم واحد فقط وحرمته من أدائها، حيث تقول والدته ان قوة كبيرة من الاحتلال والمخابرات داهمت منزلهم الساعة الثانية ليلاً وفتشوا المنزل قبل ان يقوموا باعتقاله بحجة انه شارك في مارثون تضامني مع أهالي الشيخ جراح المهددين بالطرد من منازلهم قبل أسابيع.
وأضافت والدة الطالب "ابورموز" أن نجلها "جهاد" كان قد انهى مراجعة مادة اللغة العربية بالكامل ويستعد لتقديم الامتحان الخاص بها في اليوم التالي الا ان خفافيش الظلام داهمت المنزل واعتقلته ، وكان يطمح في الحصول على معدل مرتفع ، ولكن الاحتلال حال بينه وبين تحقيق حلمه دون وجه حق .
وكشف إعلام الاسرى أن محكمة الاحتلال العسكرية في عوفر كانت حولت قبل ايام الطالب في الثانوية العامة "عمران اسماعيل الملاح" من بلدة دورا بالخليل الى الاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر، وكانت اعتقلته قوات الاحتلال قبل موعد الامتحانات النهائية بأسبوعين بعد مداهمة منزل عائلته ، وحرمته من التقدم لها .
ايضاً اعتقلت قوات الاحتلال الطالبين في الثانوية العامة " محمد حسن زغل" و"أحمد محمد عطاطرة" من قرية زبوبا قضاء جنين بعد مداهمة منازلهم ونقلتهم الى التحقيق في مركز الجملة خلال فترة استعدادهما لتقديم امتحانات التوجيهي ، ولا زالا معتقلان وقد حرما من التقدم للامتحانات .
وقبل موعد الامتحانات بعشرة ايام اعتقلت قوات الاحتلال الطالب في الثانوية العامة "عُريب أبوخضير" (18 عاما) من بلدة شعفاط بالقدس ، ونقلته الى التحقيق في المسكوبية ، وبعد أسبوع من الاعتقال و التحقيق أطلقت سراحه، مع اقتراب موعد الامتحانات، الأمر الذي اثر بشكل كبير على نفسيته واستعداده للامتحانات.
وبيَّن إعلام الأسرى أن الاحتلال عوضا عن تهديد مستقبل هؤلاء الطلاب باعتقالهم تزامناً مع موعد الامتحانات النهائية، نظراً لأهمية هذه المرحلة في عمر هؤلاء الشبان، فهي فاصلة بين المرحلة المدرسية والجامعة حيث يحدد الانسان مستقبله، فان اعتقالهم ايضاً يهدف الى تحقيق سياسة الردع وتخويف الجيل من ممارسه أي عمل مقاوم للاحتلال حتى لو كان عملاً سلمياً.
واعتبر إعلام الأسرى ملاحقة الطلاب وحرمانهم من حقهم في التعليم يشكل خرقًا للعديد من المواثيق والقوانين والأعراف الدولية، خاصة تلك المتعلقة بالحق في التعليم لاسيما المادة (94) من اتفاقية جنيف الرابعة، وكذلك بعض المواد الواردة في الفصل الخامس من اتفاقية جنيف الثالثة.
ودعا إعلام الأسرى المؤسسات الدولية وفى مقدمتها اليونسكو للتدخل لحماية الطلاب الفلسطينيين من إجراءات الاحتلال التعسفية بحقهم وعلى رأسها الاعتقال والاستدعاء وحرمانهم من حقوقهم في التعليم، والعمل الجاد والضغط على سلطات الاحتلال لإطلاق سراح كافة الطلاب من السجون .