تعتبر مدينة القدس المحتلة من أكثر المدن الفلسطينية التي تنفذ فيها قوات الاحتلال حملات اعتقال، ففي كل يوم تقريبا تقتحم بلداتها وقراها وتعتقل أبناءها دون حسيب ولا رقيب، فتترك الأهالي في حالة قهر وظلم دائمتين.
ولأن المدينة تقف شوكة في حلق الاحتلال بمقاومتها المستمرة لمخططات التهويد؛ يحاول دائما ترهيب أهلها بالاعتقالات المستمرة والأحكام الخيالية ضمن ما يسميه "معادلة الردع" التي أثبتت فشلها على مدار السنوات.
ويقبع في سجون الاحتلال مئات الأسرى من المدينة المقدسة بينهم نساء وأطفال وأحكام عالية وأسرى قدامى؛ بينما يحاول الاحتلال الانتقام منهم عبر الظروف الاعتقالية والأحكام ويزيد عليهم القهر أضعافا.
ويقول رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب لـ مكتب إعلام الأسرى إن أكثر من ٣٢٠ أسيرا مقدسيا يقبعون في سجون الاحتلال، أقدمهم الأسير سمير أبو نعمة المعتقل منذ العشرين من أكتوبر/ تشرين الأول من عام ١٩٨٦ حيث مضى على اعتقاله ٣٤ عاما.
ويوضح بأن صاحب أعلى حكم بين الأسرى المقدسيين هو الأسير وائل قاسم الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد ٣٥ مرة إضافة إلى ٥٠ عاما، ومضى على اعتقاله ١٦ عاما، بينما صاحب أعلى حكم بين الأطفال المقدسيين هو الطفل محمد تيسير طه المحكوم بالسجن لمدة ١١ عاما.
ويشير إلى أنه من بين الأسيرات المقدسيات تعتبر الأسيرة شروق دويات من بلدة صور باهر جنوب القدس صاحبة أعلى حكم بين الأسيرات المقدسيات بالسجن لمدة ١٦ عاما وهي معتقلة منذ أكتوبر من العام ٢٠١٥.
ويبين أبو عصب بأن أصغر أسير مقدسي هو الطفل محمد حوشية (١٤ عاما) الذي مضى على اعتقاله أربعة أعوام.
وبحسب أبو عصب فإن ٥٣ أسيرا مقدسيا يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة، وأن ١٣ أسيرة مقدسية يقبعن في سجن الدامون وواحدة في سجن الرملة بينهم خمس جريحات.
ويضيف بأن أكثر من ٣٤ طفلا مقدسيا يعتقلهم الاحتلال تقل أعمارهم عن ١٨ عاما، وأن ١٣ أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من ٢٠ عاما بينهم خمسة من أصل سبعة من محرري صفقة وفاء الأحرار التي نفذتها المقاومة عام ٢٠١١ وأعيدت لهم أحكامهم العالية السابقة.
ويشير إلى أن خمسة أسرى من المقدسيين يخضعون للاعتقال الإداري الذي يصدر عن ما يسمى وزير الأمن الداخلي الصهيوني، لافتا إلى أن الأسير المقدسي موسى العجلوني ما زال يقبع في العزل الانفرادي منذ أربع سنوات.
ويوضح أبو عصب بأن عشرة أسرى مقدسيين قام الاحتلال بسحب هوياتهم المقدسية ويقضون أحكاما عالية، وأن أربعة محررين مقدسيين تم سحب هوياتهم المقدسية وإبعادهم عن مدينتهم وهم النواب في المجلس التشريعي الأسير محمد أبو طير وأحمد عطون ومحمد طوطح، والوزير السابق خالد أبو عرفة.
ويؤكد بأن الأسرى المقدسيين يتوزعون على عدد من السجون الصهيونية على النحو التالي: ١٤٠ أسيرا في سجن النقب الصحراوي، ٥٠ في سجن ريمون، خمسة في سجن مجدو، ٣٠ في سجن نفحة، ١٤ سيدة وفتاة في سجن الدامون وأسيرة في سجن الرملة، ٢٠ أسيرا في سجن جلبوع، ٣٩ في سجن الدامون ما بين أشبال ومسؤوليهم، عشرة في بئر السبع وواحد في سجن عوفر وما يقارب ١٣ أسيرا في سجن المسكوبية.
عقوبات وانتقام
ويعتبر الاحتلال أن الأسرى المقدسيين يشكلون خطرا على مشاريعه الاستيطانية التوسعية كونهم يحملون الهوية المقدسية، فيمارس بحقهم أشد العقوبات التي يسميها بالرادعة والتي لم تؤت أكلها في وأد مقاومتهم.
ويقول الناشط المقدسي في شؤون الأسرى ناصر قوس لـ مكتب إعلام الأسرى إن الاحتلال يحاول فرض الأحكام القاسية عليهم من أجل ترهيبهم، حيث أن التهمة لأي أسير يحاكم عليها المقدسيون بضعف الحكم العادي، وخاصة الأسيرات والأطفال الذين صدرت بحقهم أحكام جائرة.
ويوضح بأن الاحتلال يمارس سياسة الحبس المنزلي بحق المقدسيين وخاصة فئة الأطفال ما يؤثر عليهم كثيرا، ويمنعهم خلال ذلك من إكمال تعليمهم أو الخروج للمدارس، وحين يسمح لهم بذلك يجب مرافقة واحد من العائلة لهم طوال الوقت، لافتا إلى أنه يشكل ضررا نفسيا كبيرا عليهم خاصة أنه قد يستمر لأشهر طويلة ولا يُحتسب من فترة الحكم اللاحقة .