استعرض أهالي الأسرى الذين تعرضوا للتعذيب في سجون الاحتلال بالتفصيل ما تعرض له أبنائهم من تعذيب جسدي ونفسي في أقبية التحقيق، وطالبوا بمحاسبة كل من أصدر أوامر وقام بالتعذيب.
جاءت هذه الدعوة خلال مؤتمر صحفي لأهالي الأسرى الذين تعرضوا للتعذيب في الشهور الأخيرة في أقبية التحقيق لدى الاحتلال، دعوا خلالها المؤسسات الحقوقية والدولية القيام بمسئولياتها بالضغط على الاحتلال لوقف جرائم التعذيب بحق الأسرى.
زوجة الأسير سامر العربيد الذي تعرض لتعذيب قاسٍ ودخل العناية المركزة، أشارت إلى أنها تمكنت من رؤية زوجها بعد ثلاثة أيام من تحويله لمستشفى هداسا حيث كان محاطاً بالجنود رغم أنه مقيد في السرير، وفي حالة غيبوبة ووجهه شاحب، إضافة لآثار كدمات على جسده، وكان معصوب العينين، في حين أنه خلال الزيارة الثانية أحضروه على كرسي متحرك وقد تم وضع جهاز أوكسجين على فمه، وكان يتنفس بصعوبة.
بينما ابنة الأسير وليد حناتشة الذي نشرت له صور مسربة وظهرت فيها أثار التعذيب الذي تعرض له، فقالت إن والدها وقت الزيارة كان يتكئ على الجدار ولا يستطيع المشي، حيث تعرض للتعذيب والضرب ونتف شعر لحيته بشكل همجي.
وقال والد الأسير قسام البرغوثي إن نجله أمضى 78 يوماً في التحقيق، منها 25 تحقيقاً عسكرياً، وعندما زرته أول مرة أخبرني أن قدميه ويديه لونهما أزرق من شدة الضرب، وعضلة الفخذ لديه متقلصة، لكن رغم ذلك لا تزال معنوياته قوية، مشدداً على ضرورة الالتفاف حول أسرانا، ودعوة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء جريمة التعذيب ووضع حد للحصانة التي يتمتع بها المحققون الإسرائيليون.
كذلك قال والد الأسير طارق مطر عندما رأيت طارق كان وضعه صعباً، حيث تعرض للتعذيب الوحشي أثناء فترة التحقيق، وجسده كان منهكاً، مشدداً على أن التعذيب جريمة مخالفة لكل القوانين الدولية، ويجب على المؤسسات الحقوقية والدولية محاسبة كل من قام وأمر بالتعذيب.
في حين أكدت والدة الأسيرة ميس أبو غوش أنها تعرضت لتحقيق دام 33 يوماً، ذاقت خلاله مختلف وسائل التعذيب، من ضرب وجرها من شعرها.
أكدت شقيقة الأسير ربحي كراجة أنه فقد من وزنه 17 كيلوغراما، وغير قادر على التحرك أو التفاعل معنا في الزيارة، وفكه منفوخ.
وقالت زوجة الأسير أيسر معروف إن زوجها تعرض للتعذيب، ويعاني من آلام شديدة وحادة في المفاصل والعظام ولا يستطيع التكلم من شدة الضرب. أما زوجة الأسير اعتراف الريماوي أشارت الى أن زوجها تعرض للتحقيق لمدة 42 يوما، تعرض خلالها لأشد أنواع التعذيب من الوقوف على أصابع القدم لفترة طويلة، وقيام المفتش بالضغط على كتفه من أجل الوقوع .
بدوره، قال الوزير السابق عيسى قراقع إن سياسة التعذيب مستمرة ولكنها تصاعدت بشكل ملحوظ نتيجة عدم وجود رادع لحكومة الاحتلال، وبات التعذيب بهدف التسلية واشباع الرغبات، وهي وسيلة لتدمير الأسير جسدياً ومعنوياً، وليس من أجل نزع اعترافات.
وأكد أن تلك السياسة تعتبر جريمة حرب وضد الإنسانية، وشكل من أشكال التمييز العنصري، ويجب التحرك فوراً لإطلاق سراحهم، وتشكيل لجنة قانونية من أجل محاسبة حكومة الاحتلال.
وأضاف: منذ أن بدأت الأخبار باستخدام العنف ضد الأسير سامر العربيد، كان يجب أن يستنفر الجميع لحماية الأسرى، وأيضا التحرك على كافة المستويات للضغط على حكومة الاحتلال.