أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أنه رصد أكثر من ألف حالة اعتقال نفذتها قوات الاحتلال بعد مداهمة مدينة طولكرم وحدها، طالت الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى خلال 24 ساعة فقط.
وأوضح مركز فلسطين أن الاحتلال تحجج بانفجار عبوة ناسفة في دورية للاحتلال غرب مدينة طولكرم، وقام باقتحام المدينة بآلاف الجنود والآليات العسكرية، ونفذ حملة اعتقالات واسعة وغير مسبوقة حيث اقتحم الجنود مئات المنازل والمحلات والشركات والمخابز والمقاهي وحافلات النقل والسيارات، وقاموا باعتقال كل من فيها بطريقة عشوائية وهمجية.
وأضاف مركز فلسطين أن الاحتلال حوّل العديد من المنازل والساحات العامة إلى مراكز لاحتجاز المعتقلين والتحقيق معهم بعد تقييد أيديهم وعصب أعينهم بطريقة قاسية، وإرهابهم بالكلاب البوليسية المتوحشة، وقد أُطلق سراح الغالبية العظمى منهم بينما أبقي على اعتقال آخرين نُقلوا إلى مراكز التوقيف.
ونقل مركز فلسطين عن عدد من المعتقلين الذين أفرج عنهم أن جنود الاحتلال قيدوهم بالأصفاد من أيديهم وأقدامهم بشكل شديد، ورفضوا تخفيف القيود التي سببت لهم آلامًا شديدة، وأجلسوهم على الأرض وانهالوا عليهم بالشتائم والإهانات والضرب، وقاموا بالتقاط صور لهم عبر طائرة صغيرة "درون" قبل أن يحققوا معهم ومن ثم إطلاق سراحهم دون حتى السؤال عن أسمائهم أو هوياتهم.
وبيّن مركز فلسطين أن الاحتلال أصيب بالجنون بعد عملية التفجير، وكان الجنود يعتقلون الناس من الشوارع والمحلات وتركوا أبوابها مفتوحة بعد اعتقال أصحابها دون حماية، وكل من تواجد خارج بيته تم اعتقاله ونقله إلى الأماكن المخصصة للتحقيق، وبينهم مسنون تجاوزت أعمارهم 70 عامًا، وأطفال قاصرون في سن 15 عامًا، ومرضى لا يستطيعون الحركة أحدهم على كرسي متحرك.
وكشف مركز فلسطين أن الاحتلال حاول من خلال الاعتقالات المكثفة الوصول إلى طرف خيط حول واضعي العبوة الناسفة خشية من تكرار نفس العملية، وحاول من خلال التحقيق المكثف والمفاجئ والميداني مع المعتقلين الحصول على معلومات حول المطاردين والمسلحين ورجال المقاومة.
واتهم مركز فلسطين الاحتلال بممارسة سياسة عقاب جماعي بحق الشعب الفلسطيني، ولا يقتصر الأمر على من تتهمهم بمقاومة الاحتلال، إنما امتدت الانتهاكات والعقوبات لتطال الجميع بما فيهم النساء والأطفال والمدنيين، مما يشكل جريمة حرب وانتهاكًا لكل الاتفاقيات الدولية.