"الأواعي يلّي معنا إنهرَت".. صرخة الأسيرة إباء أغبر من الدامون
تقرير/ إعلام الأسرى

تواصل الأسيرة إباء عمار معروف أغبر (مواليد ٢٨/ ٥/ ٢٠٠٢) من مدينة نابلس، إبراز صورة واقعية لمعاناة الأسيرات في سجن "الدامون"، حيث تتكرر عمليات القمع والتشديد يوما بعد يوم، وتفرض عليهن ظروف اعتقال قاسية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة.

إباء، الطالبة الجامعية التي كان حلمها إكمال دراستها في كلية الصيدلة، لم تفقد ابتسامتها رغم القيد. فهي تحدثت بروح الأمل عن عودتها إلى بيتها، مازحة بقولها: "بدي أروّح بسيّارة البابا"، وعن هدية شقيقها سلوم قالت: "رايحة آخذه معي مشوار ع الجامعة بس أروّح"، أما ثياب الترويحة فقد أوكلت أمر اختيارها لوالدتها.

ورغم محاولاتها التمسك بالروح المرحة، إلا أن الواقع داخل السجن يظل مأساويا.  

فقد أكدت إباء أن إدارة السجن ترفض تزويد الأسيرات بالملابس الداخلية والاحتياجات الأساسية، قائلة بلهجة مليئة بالقهر: "الأواعي يلّي معنا إنهرَت ومش قابلين يغيّروها".

إباء تقضي أيامها داخل الزنزانة رقم 4 برفقة الأسيرات: شاتيلا أبو عيادة، سامية جواعدة، أماني نجار، ولاء حوتري، هيام شحادة، سهام أبو سالم "أم خليل" من غزة، وميسون مشارقة، حيث يعشن جميعا تحت ظروف متشابهة من الإهمال والحرمان.

لم تنس إباء عائلتها الكبيرة في رسائلها، إذ عبرت عن شوقها العميق لوالديها وإخوتها، وخصت بالذكر شقيقها صهيب الذي قالت له: "فخورة فيك وضروري بس آجي تكون". كما خاطبت شقيقاتها مجد وعرين وراية بقولها: "ما تطبي بأواعيي، بس أروّح بدللك"، وطلبت من جدتها رجاء "أم شادي" أن تكون قوية حتى تعود وتنام عندها أسبوعا كاملا.

كما أوصت عائلتها بالوقوف إلى جانب قريبتها رماء في فرحتها القادمة، وأرسلت رسائل تضامن ومحبة لعائلات أسيرات أخريات مثل: فداء عساف، د. شيماء أبو غالي، سهام أبو سالم، آية عقل، ميرفت، سلام كساب، ياسمين شعبان، بنان أبو الهيجاء، أماني نجار، سامية، إيمان شوامرة، سالي، كرمل، ربى، إسلام، سماح، وميسّر.

إباء لم تنس زميلاتها في مشروع التخرج، إذ كتبت لهن بوصية مؤثرة: "سجلوا كل الملاحظات، بدي أركن عليكن ما تنسوا شي"، في إشارة إلى أن قلبها ما زال معلقا بمقاعد الجامعة التي حرمت منها.  

كما أهدت سلامها لبنات حلقة القرآن ومجموعة الاعتكاف ولمعلمتها شيماء التي كان لها مكانة خاصة.

وحين اختتمت حديثها، أطلقت عبارة تلخص كل ما تعانيه الأسيرات الفلسطينيات وتؤكد صمودهن:

"بظل سجن، بس إحنا أقوى منهم".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020