عزل قادة الأسرى : انتهاكات غير مسبوقة تهدد حياتهم منذ السابع من أكتوبر
تقرير/ إعلام الأسرى

منذ السابع من أكتوبر الماضي تشن إدارة سجون الاحتلال حملة قمعية غير مسبوقة استهدفت بشكل مباشر قادة الحركة الأسيرة الفلسطينيين، حيث يتعرضون لعزل مطول، وضرب ممنهج، وإهمال طبي متعمد في إطار سياسة تصعيدية واضحة تهدف إلى كسر إرادتهم واغتيال معنوياتهم.  

وتكشف شهادات الأسرى عن مشاهد صادمة من التنكيل والحرمان جعلت العزل الانفرادي يتحول إلى ميدان تعذيب مستمر.

الأسير القائد حسن سلامة

أحد أبرز قادة كتائب القسام من سكان خان يونس، اعتقل عام 1996، وحكم عليه بالسجن 48 مؤبداً و30 عاماً إضافية، قضى منها 13 عاماً في العزل.

كشف مؤخراً عن تفاصيل صادمة بعد نقله من عزل "مجدو" إلى عزل "جانوت" حيث تعرض لضرب مبرح أدى إلى إصابة رأسه بجرح مفتوح، ترك ينزف مقيداً لساعتين دون علاج.

وأكد أن كافة الأسرى المعزولين معه تعرضوا للضرب والإهانة والسحل والدعس على الرأس مشدداً على أن الاستهداف بحقهم ممنهج ويفوق الخيال.

الأسير القائد عباس السيد

من مدينة طولكرم، اعتقل في أيار/ مايو 2002، وحكم عليه بـ 35 مؤبداً بعد اتهامه بقيادة عملية فندق "بارك". يعاني حالياً من التهاب حاد في عينيه، وفقدان تدريجي للبصر نتيجة الإهمال الطبي، إضافة إلى إصابته بمرض الجرب الجلدي (السكابيوس) الذي تسبب له بطفح جلدي ملتهب واسع. نقل مؤخراً من عزل "جانوت" إلى عزل "مجدو"، حيث يعيش ظروفاً قاسية مع سياسة تجويع متعمدة أدت إلى انخفاض وزنه إلى 55 كيلوغراماً فقط.

الأسير القائد معمر شحرور

من مدينة طولكرم، اعتقل عام 2002، وحكم عليه بـ 29 مؤبداً و20 عاماً، بتهمة التخطيط لعملية "بارك". حاصل على ماجستير في التربية والحضارة الإسلامية، وفقد والديه وشقيقه خلال سنوات اعتقاله.

يعاني من مرض الروماتيزم الذي تفاقم نتيجة الإهمال الطبي والعزل المطول، ما زاد من آلام جسده المنهك ، ورغم وضعه الصحي الخطير مددت سلطات الاحتلال فترة عزله لستة أشهر إضافية بعد نقله من عزل  "مجدو" إلى عزل "جانوت".

الأسير القائد مهند شريم

من  مدينة طولكرم، اعتقل في أيار/ مايو 2002 بعد مطاردة طويلة، وحكم عليه بالسجن 29 مؤبداً و20 عاماً إضافية. فقد والده أثناء اعتقاله بعد زيارة كانت الأخيرة دون أن يتمكن من وداعه. منذ السابع من أكتوبر خضع لشهور طويلة من العزل في عدة سجون وأرهقه الجوع حتى العجز وسط إجراءات عقابية متواصلة.

أبرز الانتهاكات بحقهم: -

العزل المطول:  أشهر من العزلة التامة في زنازين ضيقة ومظلمة.

الاعتداءات الجسدية: ضرب مبرح متعمد، خاصة على الرأس، وسحل وإهانات متكررة.

الإهمال الطبي: حرمان من العلاج رغم الإصابات والأمراض المزمنة (روماتيزم، التهابات عيون، سكابيوس).

سياسة التجويع: تقديم طعام قليل ورديء، أدى إلى انخفاض أوزان الأسرى بشكل خطير.

الحرمان الإنساني: فقدان الأهل خلال الاعتقال، العزلة عن العالم الخارجي، والتنكيل النفسي المستمر.

لا يقتصر العزل والتنكيل على القادة الأربعة (سلامة، السيد، شريم، شحرور)، وإنما يمتد إلى كافة رموز الحركة الأسيرة، ومنهم القائد مروان البرغوثي، حيث عبرت عائلته عن خشيتها الحقيقية من اغتياله داخل زنزانته بعد اقتحام المتطرف "بن غفير" لزنازينه وتهديده بشكل مباشر. وأكدت العائلة أن ملامحه الشاحبة وآثار الجوع والإنهاك تعكس ظروفاً قاسية تستهدفه جسدياً ونفسياً في سياسة تصفية بطيئة بغطاء سياسي وصمت دولي مخزٍ.

حذر مكتب إعلام الأسرى من أن الانتهاكات المروعة التي يتعرض لها قادة الحركة الأسيرة في العزل الانفرادي تشكل تهديداً مباشراً لحياتهم مؤكداً أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن مصيرهم. وشدد المكتب على أن ما يرتكب بحقهم من تعذيب وتجويع وإهمال طبي هو جريمة حرب مكتملة الأركان، داعياً المؤسسات الحقوقية والدولية إلى تحرك عاجل قبل أن يتحول هذا الاستهداف إلى اغتيال بطيء للأسرى داخل السجون.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020