تتجلى معاناة الأسيرات الفلسطينيات داخل سجن "الدامون" بصورة قاسية، كما تروي الأسيرة بنان جمال عبد السلام أبو الهيجا (رُصرص)، المحامية وأم الأربعة أطفال (تُقى، جنى، حمزة وغِنى).
بنان التي تعيش بين جدران غرفة رقم (6) مع زميلتيها فاطمة منصور وشهد حسن، تصف واقع السجن بأنه أشبه بالعزل الجماعي، بعدما تحولت كل الغرف إلى زنازين مغلقة ومليئة بالرطوبة والعفن.
تقول إن معظم الأسيرات أصبن بحساسية جلدية وحالات اكتئاب خانقة، بينما تبقى المريضة منهن بلا علاج، فيما تترك الحوامل الثلاثة يواجهن مصيرهن في ظروف غير إنسانية.
وعن تفاصيل القمع، تكشف بنان أن "آثار غاز القمعة الكبيرة ما زالت ظاهرة على عنقها"، في إشارة إلى شدة القمع الذي تتعرض له الأسيرات خلال الاقتحامات. وتضيف أن معاملة السجانين تزداد قسوة يوما بعد يوم، حيث يمارس بحقهن التنكيل والتضييق بشكل ممنهج.
إلى جانب ذلك، تحمل بنان شوقا كبيرا إلى أطفالها الصغار، وخاصة جنى وغِنى، وتوصي بأن يراعى وضعهم في المدرسة والروضة، وألا يثقل عليهم في غيابها، مؤكدة أنها تقاوم لأجلهم ولأجل حريتها المنتظرة.
كما أرسلت تحياتها وسلامها لعدد من الأسيرات رفيقاتها في الدامون، بينهن: زهراء، رماء، ولاء، فداء، رهام، تسنيم، شيرين، بشرى، هناء، آية عقل خطيب، شاتيلا أبو عيادة، مؤكدة أن جميعهن يبعثن برسائل صمود واشتياق إلى عائلاتهن.
رواية بنان تعكس جانبا صغيرا من الصورة القاتمة التي يعيشها عشرات الأسيرات في "الدامون"، حيث يواجهن العزل والرطوبة، الإهمال الطبي، الحرمان من العلاج، التعذيب النفسي والبدني، والحرمان من أطفالهن، لتبقى معاناتهن جرحا مفتوحا في وجه الإنسانية، ودليلا جديدا على فظاعة الاحتلال.