أسرى يموتون ببطء داخل ما يُسمى "مستشفى الرملة" :
الإهمال الطبي سلاح صامت لقتل الأسرى الفلسطينيين

في واحدة من أبشع صور الإهمال الطبي الممنهج، يواصل الاحتلال الإسرائيلي احتجاز عشرات الأسرى المرضى داخل ما يُسمى "مستشفى سجن الرملة"، الذي لا تنطبق عليه أي من معايير الرعاية الصحية، ويتحول فعليا إلى مكان يدفن فيه المرضى أحياء، وسط غياب الرعاية الطبية اللازمة، وتعمد تأخير العلاج، ورفض الإفراج عن الحالات الخطرة.

ويؤكد مكتب إعلام الأسرى أن "الإهمال الطبي" يمثل أحد أبرز أسلحة الاحتلال في معركته المفتوحة ضد الأسرى، حيث يتركهم ضحايا للأمراض التي تنهش أجسادهم الضعيفة أصلا بسبب ظروف الاعتقال القاسية وسنوات العزل والإهمال المتعمد.


حالات على وشك الموت

من بين هذه الحالات المؤلمة يبرز اسم الفتى الأسير محمد نسيم أبو العز (من أريحا)، الذي أصيب مؤخرا بالشلل، ونقل إلى مستشفى سجن الرملة حيث خضع لعملية جراحية دقيقة في العمود الفقري، إلا أن وضعه الصحي يتدهور بشكل مستمر، وسط رفض الاحتلال الإفراج عنه لاستكمال علاجه في مستشفى مدني خارج السجن.

كما يحتجز في المكان ذاته الأسير غسان أبو ربيع من قطاع غزة، والذي اعتقل خلال العدوان الأخير على القطاع، ويُعاني من فشل كلوي ويخضع لعمليات غسيل كلى مستمرة، بينما حالته الصحية حرجة، ويتعرض للموت البطيء في ظل رفض الاحتلال إطلاق سراحه أو نقله لتلقي العلاج المناسب.

وفي ظروف مشابهة، يحتجز الأسير محمود أبو خاطر من غزة أيضا، والذي أُصيب بطلق ناري بالغ في قدمه خلال العدوان، واعتقل بعدها دون توفير أي رعاية صحية جادة لحالته، مع رفض الاحتلال المستمر نقله إلى مستشفى مدني للعلاج.

أما الأسير الإداري زاهر الششتري (61 عاما) من نابلس، فهو نموذج آخر لمعاناة الأسرى المرضى، حيث يعاني من عدة أمراض مزمنة بينها السكري، ويعيش حالة صحية حرجة أشبه بالشلل، ولا يستطيع الحركة، في ظل غياب تام للعناية الطبية وتجاهل تدهور حالته.

إهمال طبي يهدد حياة الآلاف

ويقدر عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال بما يزيد عن 2500 أسير، أي نحو ربع إجمالي عدد الأسرى، يعانون من أمراض تتفاوت بين البسيطة والخطيرة، فيما تفتقر السجون لأدنى معايير الرعاية الصحية، وتُمارَس بحقهم سياسة الإهمال الطبي المتعمد، التي تسببت باستشهاد العشرات من الأسرى خلال السنوات الماضية.

​​​​​​​ويحمل مكتب إعلام الأسرى سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المرضى، ويطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتحرك العاجل لحماية الأسرى وإنقاذ من تبقى على قيد الحياة منهم داخل سجن الرملة وباقي السجون، ووقف هذه الجريمة المتواصلة بحقهم.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020