الأسير القائد مهند شريم .. سبعة شهور في العزلة بين الموت والصمود
إعلام الأسرى

بين جدران العزل الصامتة، وفي عتمة الزنازين، يقبع جسد أنهكته سنوات الأسر، وروح ما زالت تشتعل بالعزيمة. إنه القائد مهند طلال منصور شريم، ابن مدينة طولكرم، وأحد أبرز قادة الحركة الأسيرة، وأحد ضحايا التنكيل الصامت في سجون الاحتلال.

الاعتقال والمطاردة

اعتُقل مهند شريم بتاريخ 7 مايو 2002 بعد مطاردة طويلة استمرت شهورا  إثر اتهامه بالانتماء إلى كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وقيادته لعملية فندق بارك البطولية التي نفّذها الشهيد عبد الباسط عودة، وأسفرت عن مقتل 30 جنديًا ومستوطِنًا إسرائيليًا وإصابة العشرات.

لكن الاعتقال في حياة مهند لم يكن جديدا فقد سبق أن اعتُقل لأول مرة وقضى خمس سنوات في السجون، ثم أُعيد اعتقاله ليُحكم عليه بالسجن 29 مؤبدًا و20 عامًا إضافية، حكم لا يحمل إلا نية الانتقام.

ورغم جراحات السجن، فقد عاش مهند تجربة فقدٍ قاسية خلف القضبان، حين توفي والده بعد انتهاء زيارة له في السجن، وخرج الأب من البوابة الأخيرة دون أن يعلم أنها الوداع الأخير، فيما بقي مهند في الداخل حبيسا للذكريات والحرمان.

السجن .. بين التنقل والعزلة

تنقل الأسير شريم بين عدة سجون، وكان دوما هدفا للإجراءات العقابية الإسرائيلية. لكن منذ 7 أكتوبر 2023 وبعد اندلاع "طوفان الأقصى" بدأت فصول جديدة من التنكيل الجماعي بحق الأسرى، وكان القادة هدفا رئيسيا لها.

سبعة أشهر من العزل التام تنقل خلالها من عزل جلبوع إلى عزل مجدو يواجه الوحدة والعزلة المطلقة في زنازين ضيقة لا يدخلها نور ولا يسمع فيها إلا صدى الألم.

الجوع أرهقه حتى العجز

يعاني القائد الأسير مهند شريم اليوم من هزال شديد بعد أن خسر من وزنه ما يقارب 45 كيلوغراما، ولم يتبق منه سوى 60 كيلوغراما على جسد خمسيني أنهكته الجدران الباردة لا يستطيع التحدث من شدة الألم والجوع، تتآكل كلماته بصمت كما تتآكل صحته.

مهند واحد من عشرات القادة والأسرى الذين يُعزلون ويجوعون ويقهرون في جريمة منظمة تمارسها إدارة مصلحة السجون تحت غطاء الحرب.

صرخة عاجلة: أنقذوا مهند قبل فوات الأوان

ما يتعرض له القائد مهند شريم محاولة اغتيال بطيئة في العزل، وهو اليوم يقف بين الحياة والموت، يُصارع الجوع، ويقاوم الألم، وتنازعه الوحدة في زنزانة بلا شهقة بشر.

إننا في مكتب إعلام الأسرى وإذ ندق ناقوس الخطر الشديد نحذّر من أن الانتهاكات المروّعة التي تُرتكب بحق قادة الحركة الأسيرة ستؤدي إلى طريق واضح ومعلوم المصير قد يصل لاستشهادهم في أية لحظة.

نحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة القادة الأسرى، ونؤكد أن ما يُرتكب بحقهم من تعذيب وتنكيل هو جريمة حرب مكتملة الأركان، سيسجلها التاريخ وصمة عار على جبين المجتمع الدولي المتواطئ بالصمت.

ندعو المؤسسات الدولية، وكل من له علاقة بحقوق الإنسان إلى التحرك العاجل والفوري قبل أن يفقد أحد الأسرى حياته ويُدفن في مقابر الأرقام.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020