في يوم العمال العالمي
الاحتلال يواصل استهداف عمال غزة بالاعتقال والتعذيب في الأراضي المحتلة
تقرير/ إعلام الأسرى

في يوم العمال العالمي، الذي يصادف الأول من أيار، يواصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيد استهدافه لعمال غزة، الذين كانوا يعملون داخل الأراضي المحتلة عام 1948، حيث يتعرضون لاعتقالات جماعية، تعذيب مقصود، وظروف احتجاز قاسية لا تنفك تتفاقم.

منذ السابع من أكتوبر 2023، ازداد القمع الإسرائيلي ضد العمال الفلسطينيين، وخصوصًا عمال غزة، حيث تم اعتقال المئات منهم أثناء أدائهم أعمالهم في الأراضي المحتلة. هؤلاء العمال، الذين يعتمدون على التصاريح للعمل في الداخل الفلسطيني المحتل، وجدوا أنفسهم ضحايا سياسات قمعية ممنهجة، تشكل جزءًا من استراتيجية الاحتلال في استهداف الحياة اليومية للفلسطينيين.

العشرات من هؤلاء العمال تم اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال، واحتُجزوا في معسكرات اعتقال تحت ظروف غير إنسانية في سجن عوفر و معسكر أنصار 3 بالقرب من أريحا، هؤلاء المعتقلون تعرضوا للتعذيب والإذلال، ولم يحصلوا على أي محاكمات عادلة أو تمثيل قانوني، وظروف احتجازهم كانت تتسم بالحرمان من الطعام الكافي، الأغطية، والحرمان من الحقوق الأساسية الأخرى، في ظل ممارسات قاسية تُظهر الإصرار الإسرائيلي على تدمير كرامتهم وحقوقهم.

تستمر ممارسات الاحتلال في ملاحقة العمال الفلسطينيين من غزة في محاولة لحرمانهم من حقهم في العمل والحياة الكريمة، ورغم محاولات الاحتلال لفرض حصار خانق على القطاع، إلا أن العديد من العمال الفلسطينيين، الذين اضطروا للعمل في الأراضي المحتلة من أجل إعالة أسرهم، وقعوا ضحايا هذه السياسات، إضافة إلى عمليات الاعتقال التعسفي، لا يزال هناك العديد من العمال الذين يتعرضون لجريمة الإخفاء القسري، في انتهاك واضح للقوانين والمواثيق الدولية.

إن عمليات الاعتقال هذه ليست فقط جزءًا من سياسة القمع، بل تأتي في إطار سعي الاحتلال المستمر لفصل مناطق فلسطين عن بعضها البعض، من خلال سياسات التوسع الاستيطاني وفرض الحواجز والقيود على حركة الفلسطينيين، وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يواجه العمال الفلسطينيون تحديات كبيرة تتمثل في التضييق على حركتهم، وحرمانهم من حق العمل في مناطق كثيرة من الضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة.

في مواجهة هذا الوضع، تواصل القوى الحقوقية المحلية والدولية دعوتها للمجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات المستمرة بحق العمال الفلسطينيين.  

وتؤكد على ضرورة فتح تحقيق دولي مستقل في هذه الجرائم، ومحاسبة الاحتلال على استهدافه المباشر للعمال الفلسطينيين، خصوصًا في غزة، الذين يعتبرون جزءًا أساسيًا من نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة.

إن معاناة عمال غزة ليست مجرد قضية اقتصادية، بل هي جزء لا يتجزأ من معركة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، وهي تمثل صراعًا يوميًا من أجل الحق في الحياة الكريمة.  

في هذه الظروف الصعبة، تظل معركة العمال الفلسطينيين مستمرة، وسوف تبقى قضية حرية الشعب الفلسطيني على رأس أولويات الحركة الوطنية الفلسطينية.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020