في زاوية مظلمة من زنازين العزل في سجن "مجدو"، يتعرض القائد الأسير حسن سلامة لتعذيب ممنهج لا يتوقف في ظل صمت دولي مطبق وغياب أدنى مقومات الرعاية الصحية والكرامة الإنسانية.
منذ عدة شهور يقبع الأسير سلامة في العزل الانفرادي محرومًا من أدنى حقوقه الأساسية، يتلقى الضرب المبرح بشكل دوري، ويعيش في أجواء لا تعرف للراحة سبيلا.
ستة اعتداءات متتالية خلال شهرين فقط تمارسها وحدات القمع داخل زنزانته في سياسة تهدف لكسر الجسد والإرادة معًا.
تجويع متعمد وجسد يتآكل
سياسة التجويع التي تمارسها إدارة السجن بحق الأسير سلامة أدت إلى تراجع حاد في وضعه الصحي فقد انخفض وزنه إلى 62 كيلوغراما فقط في حين بات الجوع رفيقا دائمًا لأيامه، لا يجد ما يسد به الرمق سوى بقايا طعام لا يناسب لا إنسانا ولا مريضا، ومع هذا التدهور الجسدي تساقطت أسنانه، وضعف بصره بشكل لافت، وبدأ يعاني من هزال شديد وصداع دائم نتيجة الإهمال الطبي المستمر.
نظارة مفقودة وإرادة محاصرة
لأشهرٍ طويلة يطالب الأسير حسن سلامة بنظارة طبية تساعده على الرؤية، لكن إدارة السجون ترفض بشكل قاطع في انتهاك صارخ لمبدأ العلاج والرعاية ومعاملة الأسرى كمرضى لا كأعداء.
من هو حسن سلامة؟
حسن سلامة هو أحد أبرز قادة كتائب القسام من سكان خان يونس جنوب قطاع غزة، اعتقل في الخليل عام 1996، وحكم عليه بالسجن 48 مؤبداً وثلاثين عاماً ، أمضى منها 13 عاماً في العزل الانفرادي. اتهم بالانتماء لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ولجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، وقيادته لعمليات الثأر المقدس للقائد القسامي يحيى عياش، التي أدت لمقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين الصهاينة.
نداء إنساني وحقوقي
مكتب إعلام الأسرى يحذر من خطورة الوضع الصحي للأسير القائد حسن سلامة ويطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية الدولية بالتحرك العاجل لزيارته والإطلاع على ظروف احتجازه والعمل الجاد على إنهاء عزله، وتوفير الرعاية الطبية اللازمة له.