لا يجد الأب رياض صبري (58عاماً) من مدينة قلقيلية ما يقوله مع استمرار اعتقال نجله البكر الطالب أيمن صبري (26عاماً) والذي اعتقل قبل 18 شهراً، وهو متوجه للأردن لإكمال دراسته الجامعية.
يقول الأب صبري الممنوع من حقه في زيارة نجله منذ اعتقاله بتاريخ 1332018 على معبر الكرامة، في حديثٍ لمكتب إعلام الأسرى" كان اعتقال أيمن بالنسبة لنا مفاجئة، وهو أول اعتقال له، أيمن اعتاد السفر للأردن لالتحاقه بالجامعة هناك، وعند اعتقاله ظن الجميع أنه اعتقال عارض ولن يطول الأمر، إلا أن الاعتقال الإداري مازال يسرق من عمره الأشهر تحت بند الملف السري الذي لا يطلع عليه أحد".
يضيف صبري" صدر بحق أيمن التجديد الإداري يتلوه تجديد، وإحدى التجديدات كانت في يوم عيد الأضحى المبارك، حتى يكون الوجع مضاعفاً لنا جميعاً، فجهاز المخابرات يختار الوقت المناسب لإيذاء المعتقل الإداري، ويكون التجديد مقصوداً بشكل انتقامي".
الأب المكلوم صبري أكد على أنه ليس من السهل أن يتم اختطاف فلذة الكبد لمدة عامين بدون تهمة أو دليل إدانة حسب معايير الاحتلال العنصرية، يقول" الذي يزيد الوجع أن تمر علينا مناسبات اجتماعية ونقوم بتأجيلها حتى يتم الإفراج عنه، ولكن يحدث ما هو متوقع ويتجدد الإداري، فزواج شقيقته ياسمين تأجل وبعد سياسة التمديد المتواصل كان حفل زواج شقيقته وحرمانه من الفرح بزواجها، وخيمت عليناً جميعاً في حفلة زفاف شقيقته غيمة من الحزن".
يؤكد الحاج صبري على أن الاعتقال الإداري يقصم الظهر ويحرق القلوب ويجسد الحزن، فهو اعتقال يهدف إلى تجريد الإنسان من كل مشاعره، والكل يدين الاعتقال الإداري، فهو مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية، وقد كان يستخدم في نطاق ضيق في بعض الدول، إلا أن دولة الاحتلال هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعمل بالاعتقال الإداري، وتقوم بتطوير هذا الاعتقال من خلال عقد محاكم التثبيت والاستئناف من أجل تجميل صورة هذا الاعتقال العنصري".
أم أيمن تقوم بزيارة نجلها الأسير في سجن النقب الصحراوي وتتحمل مشقة السفر الطويل كي تلتقي بنجلها من خلف ألواح زجاجية صماء وجهاز هاتف لا يعمل كالمعتاد، تقول" من أصعب اللحظات أن يكون أمامك فلذة كبدك خلف القضبان، ولا تستطيع أن تفعل شيئاً له سوى الدعاء، في كل مرة نصبر أنفسنا، ويكون حديث النفس لكل أفراد العائلة بأن يكون هذا التجديد هو الأخير".
تضيف أم أيمن" قبل أيام تلقينا خبراً سعيداً بصدور قرار جوهري بعدم التمديد، وتخفيض مدة الإداري الأخير أسبوعين ليكون الإفراج عن أيمن بتاريخ 11122019، أي بعد ثلاثة أشهر ونصف تقريباً، وهذا هو أسعد خبر حل علينا بعد قهرٍ وحرمان، ونأمل أن لا يتراجع الاحتلال عن قراره كعادته".