لم تكن تتخيل عائلة الأسير إياد بزيع من مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة أن ردة فعله على استشهاد ابن خالته الشهيد محمد عدوان ستتعدى الدموع والبكاء بصمت، فما أقدم عليه أوصل رسالة واضحة للسجان بأن الأسرى أحياء لهم مشاعر ومواقف.
في نيسان الماضي اقتحمت قوة من جنود الاحتلال مخيم قلنديا وبلدة كفر عقب المجاورة وسط اندلاع مواجهات مع الشبان، وخلال ذلك أطلق جندي حاقد عدة رصاصات صوب جسد الشاب محمد عدوان ليرتقي شهيدا على الفور، ولم يكفهم ذلك بل اعتقلوا جثمانه وسحلوه على الأرض واختطفوه في آلياتهم.
وصل النبأ إلى سجون الاحتلال وتحديدا سجن النقب الصحراوي، تجمع الأسرى ليقدموا واجب العزاء للأسير إياد ابزيع باستشهاد ابن خالته، ولكن تصرفه فاق التوقعات حيث باغت إحدى السجانات ورشقها بالماء الساخن.
وتقول عائلة الأسير لـ مكتب إعلام الأسرى بأن قوات الاحتلال على الفور هاجمت الأسير وبدأت بضربه وتقييده ليلاقي بعدها كافة أشكال الألم والتعذيب.
وتوضح العائلة بأن الاحتلال نقل الأسير إلى زنازين العزل الانفرادي والتي تعرض فيها للضرب بشكل مستمر حتى أصبح جسده منتفخا من شدة الضربات، كما تم عقابه بحرمانه من "الكنتينا" ومن الزيارات العائلية أو زيارة المحامين إضافة إلى تعذيبه نفسيا كحرمانه من النوم واحتجازه في زنزانة كالقبر.
مرت الأشهر والأسير حبيس زنازين العزل وبقيت جراحه دون علاج وسط حالة إهمال طبي ممنهجة، وحين تمكنت أخيرا عائلته من زيارته بعد شهرين من عزله تفاجأت مما رأت على وجهه وجسده من علامات ضرب قاتلة.
وتضيف:" كان وضعه في غاية السوء وكأنه تعرض لمحاولة قتل وملابسه رثة ووجهه لم نكد نتعرف عليه، وكل هذا دون السماح لأي جهة حقوقية بزيارته أو معرفة أوضاعه".
وتشير العائلة إلى أن إياد عرف عنه الهدوء ولكنه ذو موقف ثابت لا يتراجع عنه ويكره أي شكل من أشكال الإهانة والذل لذلك قام بالانتقام لابن خالته الشهيد.
إضراب وانتصار
وخلال أشهر العزل طالبت عائلته بإخراجه إلى أقسام الأسرى ولكن الاحتلال رفض ذلك وقال إن العزل مدته ستة أشهر قابلة للتجديد، حيث تنتهي في شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم، ولكنه رفض البقاء تحت تصرف سجان لا يرحم.
وقبل ما يقارب ٢٠ يوما أعلن الأسير إياد إضرابه المفتوح عن الطعام رفضا لاستمرار عزله حتى انتزع بعد ١٨ يوما قرارا بإنهاء العزل في الخامس عشر من أيلول/ سبتمبر القادم منتصرا بأمعائه الخاوية وبجسده المنهك من شدة التعذيب.
وتبين عائلته بأن إضراب إياد لم يكن مستغربا بالنسبة لها لأنه قوي وعنيد ولا يقبل أي ظلم يقع عليه أو على غيره.
وتشير إلى أنه كان اعتقل في تشرين الأول/ أكتوبر من عام ٢٠١٧ وتم تحويله للاعتقال الإداري وتجديده عدة مرات حتى تم تحديد سقفه لينتهي في أكتوبر القادم، ولكن بعد رشق المجندة تمت إضافة ثمانية أشهر إلى الاعتقال الإداري ليصبح موعد الإفراج عنه في شباط/ فبراير عام ٢٠٢٠.
وتناشد العائلة كافة المعنيين بالاطلاع على أوضاع الأسرى المعزولين والاهتمام بهم ورفع الظلم عنهم وإنهاء معاناتهم في ظل تعمد الاحتلال الاعتداء عليهم وفرض السياسات القاسية بحقهم.