شكل تمديد اعتقال الصحفي الأسير محمد منى من سكان مدينة نابلس، للمرة الثالثة على التوالي ومدة أربعة أشهر، صدمةً لعائلته وزوجته ونجله الطفل حمزة الذي قال" دائماً بضحكوا علينا".
الزوجة سوسن أبو العلا تحدثت في اتصال هاتفي مع مكتب إعلام الأسرى، عن تجربة الاعتقال الإداري بمرارةٍ ظهرت في صوتها، وقالت" الاعتقال الإداري انتقامٌ مخابراتي بحق زوجي؛ لأنه يعمل في مجال الصحافة وخدمة شعبه، فجهاز المخابرات لا يستطيع توجيه تهمة العمل الصحفي له خوفاً من فضح أمره، لذا يلجأ إلى الاعتقال الإداري الذي يعتمد الملف السري، وهو ملف لا يطلع عليه المحامي، ويبقى بين القاضي وضابط المخابرات، ويضيع العمر في اعتقالٍ ظالم، يحرمه من عائلته وأطفاله حمزة وعبد الرحمن".
تضيف الزوجة أبو العلا" مرت علينا في اعتقاله الأخير عدة مناسبات منها رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى المبارك الذي سيكون زوجي داخل الأسر خلاله بعد التمديد الأخير، والمحطة المؤلمة التي مرت علينا هي دخول حمزة الصف الأول بدون والده، وقد أنهى الصف الأول ووالده في الاعتقال الإداري، وسيدخل الصف الثاني بدون حضور والده، وهذا أثّر على نفسيته بشكل كبير، كما أن الاحتلال اعتقل شقيقه عبد الكريم، ومسلسل الانتقام المخابراتي مستمر".
وعن خطوات زوجها القادمة إذا استمر تمديد الاعتقال الإداري، قالت أبو العلا" قرار الإضراب عن الطعام صعب وقاسي عليه وعلينا وقد خاضه سابقاً، وخلال حديثي معه في الزيارة قال: إذا لم يتم وقف سياسة التمديد سأضطر إلى خوض الإضراب وتحديد سقف زمني للاعتقال الإداري، وهذا الأمر جعلنا كعائلة نعيش في لحظات قلق، ونتمنى أن تكون الأربعة أشهر الجديدة هي الأخيرة في هذا الاعتقال الغاشم، فزوجي عاش الاعتقال الإداري سابقاً لأكثر من ثلاثين شهراً، ومازال هذا الكابوس يلاحقنا ويلاحق الأطفال الصغار الذين يسألون دوماً عن والدهم الأسير بدون تهمة".
وقد وجهت زوجة الأسير منى رسالةً أخيرة خلال حديثها قالت فيها" عتبي على نقابة الصحفيين التي لم تقم بأي عمل تضامني معه، حتى أنني تصفحت صفحة النقابة الرسمية فلم أجد خبراً عنه، كما أن النقابة عليها مهمة تخصيص طاقم من المحامين للدفاع عن الصحفيين المعتقلين، فهذا أقل الواجب، فالصمت يجعل الاحتلال وجهاز المخابرات في حالة من التغول بحق الصحفيين الأسرى، واعتقال الصحفي جريمة، ويمكن لجهات الدولية التدخل إذا خاطبتها نقابة الصحفيين".
الجدير بالذكر أن الأسير الصحفي محمد منى اعتقل بتاريخ 1/8/2018، وقد جرى تمديد أمر الإداري بحقه ثلاث مرات حتى الآن.