أفاد مكتب إعلام الأسرى بأن سلطات الاحتلال واصلت خلال العام الجاري حملات الاعتقالات بحق المواطنين من مدينة الخليل، وهي المدينة التي تعتبر من أكثر المدن الفلسطينية عرضةً للاستنزاف البشري بسبب الاعتقالات المستمرة التي يتعرض لها أبناؤها.
مكتب إعلام الأسرى رصد (352) حالة اعتقال من الخليل خلال النصف الأول من هذا العام، وأوضح بأن مدينة الخليل تعرضت خلال الشهور الستة الأولى من هذا العام للعشرات من عمليات المداهمة والاقتحام وحملات التفتيش والاعتداء على السكان، وفي العديد من الحالات سرق جنود الاحتلال أموالاً ومصاغاً ذهبياً من المنازل دون وجه حق وادعى أنها تدعم الإرهاب، كما صادر أجهزة اتصال وحاسوب، ووصل الأمر إلى حد الاعتداء على المواطنين، بما فيهم النساء والأطفال خلال عمليات الاعتقال.
وأكدت التقارير الإحصائية لمكتب إعلام الأسرى بأن الاحتلال اعتقل شابين من ذوي الاحتياجات الخاصة خلال تلك الفترة، وهم عمار عامر البكري(21عاماً) وهو أبكم وأصم، ومهند محمود جرادات(20عاماً) وهو أيضاً أصم وأبكم.
وأكدت التقارير على أن قوات الاحتلال اقتحمت منزل النائب الأسير محمد مطلق أبو جحيشة(63عاماً) وقاموا بتحطيم محتوياته بحجة التفتيش، واعتقلوا نجليه الأسيران المحرران معتز ومجاهد، وكذلك اقتحمت قوات الاحتلال منزل الوزير الأسبق عيسى الجعبري في الخليل، وقامت بمصادرة أموال من منزله دون سبب.
اعتقال الأطفال
وبيّن إعلام الأسرى بأن سلطات الاحتلال واصلت اعتقال القاصرين من المدينة بحججٍ مختلفة، حيث وصلت حالات الاعتقال بين القاصرين خلال النصف الأول من العام إلى (62) حالة اعتقال، من بنيهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم العاشرة.
وقد اعتقلت قوات الاحتلال الطفل زين أشرف ادريس، البالغ من العمر سبع سنوات فقط، من داخل فصله بعد اقتحام مدرسة زياد جابر الابتدائية، وتم إطلاق سراحه بعد ساعات من التحقيق، وقد نشرت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو اقتحام المدرسة واعتقال الطفل بطريقة وحشية.
وكذلك اعتقل الاحتلال الطفل موسى رمضان، والذي لا يتجاوز عمره تسعة أعوام، على حاجزٍ عسكري في شارع الشهداء بمدينة الخليل، وتم إطلاق سراحه بعد التحقيق معه على الحاجز لأكثر من ساعتين دون وجود أحد من عائلته، فيما اختطف الاحتلال طفلاً لم يتجاوز عمره خمس سنوات مع والده المدرس محمد عوض زهور، وأربعة مدرسين آخرين، أثناء توجههم إلى مدرستهم في مدينة الخليل، وأفرجت عنهم بعد التحقيق لساعات.
اعتقال النساء
وواصل الاحتلال خلال العام الجاري استهداف النساء والقاصرات من الخليل، حيث رصد التقرير سبعة حالات اعتقال، بينهم الفتاة القاصر ولاء أكرم غيث(16عاماً) والتي اعتقلت قرب المسجد الإبراهيمي، واتهمها الاحتلال بمحاوله تنفيذ عملية طعن، واعتقلت قوات الاحتلال السيدة صبحة مخامرة، وهي زوجة الأسير خليل أبو عرام، من سكان بلدة يطا، وذلك أثناء زيارتها زوجها في معتقل جلبوع، علماً أنه محكوم بالسجن المؤبد سبع مرات، وهو معتقل منذ العام 2004.
واعتقلت قوات الاحتلال الدكتورة سوزان السلايمة، على حاجزٍ عسكري قرب عمارة قفشية القريبة من تل الرميدة وسط الخليل، وأطلقت سراحها بعد أن احتجزتها لأكثر من ساعة ونصف، بينما اعتقلت الشابة إسراء حماد طه أبو سنينة(22عاماً) على حاجز أبو الريش العسكري؛ بتهمه كتابة منشور تحريضي على مواقع التواصل الاجتماعي عن المسجد الأقصى.
وكذلك اعتقلت السيدة مها حسن الترك(30عاماً) على حاجز عسكري في البلدة القديمة في الخليل، واعتقلت السيدة نسيبة أحمد البدارين من بلدة السموع، مع والد زوجها أشرف صلاح البدارين عقب تفتيش منزليهما، والفتاة روان نادر العموري(22عاماً) قرب الحرم الإبراهيمي، وجرى نقلها إلى مركز تحقيق الرملة، ونالت حريتها بعد عشرة أيام بكفالة مالية وقدرها 2000 شيكل.
هدم منازل الأسرى
وخلال الشهور الماضية أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على هدم منزلين يعودان لعائلات أسرى من الخليل، وهما منزل عائلة الأسير الجريح خليل يوسف جبارين من بلدة يطا، وذلك بعد أن زرعته بالمتفجرات، والمنزل مكون من طابقين، وتمت تسويته بالأرض.
الأسير خليل جبارين (17عاماً) اعتقل في شهر سبتمبر من العام الماضي، بعد إطلاق النار عليه وإصابته بجراح متوسطة في قدمه ويده، بحجة تنفيذ عملية طعن أسفرت عن مقتل مستوطن، وإصابة آخر في مستوطنة غوش عتصيون المقامة على أراضي شمال مدينة الخليل.
كما وهدمت قوات الاحتلال شقتين في بناية سكنية تعودان لعائلة الأسير عرفات ارفاعية(29عاماً) في منطقة وادي الهرية، جنوب الخليل، وذلك بعد محاصرته المنطقة بعشرات الآليات، وكانت محكمة عوفر العسكرية رفضت الالتماس الذي تقدمت به العائلة ضد قرار هدم منزلهم.
الأسير ارفاعية اعتقل بعد محاصرته في مدينة رام الله خلال عملية أمنية بتاريخ 9/2/2019 بعد يومين من تنفيذه عملية طعن أدت لمقتل مستوطنة في القدس، رداً على اعتداءات الاحتلال.
قرارات إدارية
محاكم الاحتلال واصلت خلال النصف الأول من هذا العام إصدار القرارات الإدارية بحق أسرى الخليل، حيث رصد مكتب إعلام الأسرى إصدار محاكم الاحتلال الصورية (129) قراراً إدارياً بحق أسرى الخليل بينهم (86) أسيراً جدد لهم الاحتلال الأمر الإداري لفترات مختلفة، بينما (43) أسيراً آخرين أصدرت محكمة الاحتلال بحقهم قرارات إدارية للمرة الأولى، تراوحت ما بين شهرين إلى ستة أشهر، وغالبيتهم من الأسرى المحررين الذين اعتقلوا سابقاً لدى الاحتلال.
ومن بين من صدرت بحقهم قرارات إدارية النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد إسماعيل الطل(51عاماً) من بلدة الظاهرية، وهو أسير محرر اعتقل عدة مرات، أمضى خلالها ما يزيد عن 11 عاماً في سجون الاحتلال، نصفها في الاعتقال الإداري، وهو يعاني من تضخم في مجرى المرارة وقرحة في الاثني عشر، إضافة لإصابته بمرض السكري والضغط المزمنين ومشاكل في القلب.
وجرى تمديد الاعتقال الإداري بحق الأسير المقعد معتز محمد عبيدو(38عاماً) وذلك للمرة الرابعة على التوالي مدة أربعة أشهر، علماً بأنه مصاب بشلل في قدمه اليسرى جراء إطلاق النار عليه أثناء اعتقاله على يد قوات الاحتلال عام 2011، وهو يتنقل على كرسي متحرك، وتزداد ظروف اعتقاله سوءاً بسبب أوضاعه الصحية.
وجددت محكمة الاحتلال الأمر الإداري للأسيرة المعاد اعتقالها فداء محمد دعمس(24عاماً) للمرة الثالثة مدة أربعة أشهر جديدة، وهي أسيرة سابقة كانت اعتقلت مدة ستة أشهر.