في مشهدٍ ذرفت فيه الدموع، استقبلت عائلة الأسير محمد مصطفى عبد الرحيم نوفل (20عاماً) من سكان قلقيلية، ابنها الأسير بعد عامين من الغياب، وقد كانت محطة الإفراج عنه غير عادية.
مكتب إعلام الأسرى تحدث إلى والدته الأم الصابرة، أم درويش، فقالت" الاحتلال استهدف زوجي برصاص القوات الخاصة عام 2001، فاستشهد على الفور، وترك خلفه أطفالاً صغاراً، وبعد أن كبر الأولاد جاء دور اعتقالهم".
تضيف أم درويش"اعتقل الاحتلال أولادي الذكور الثلاثة وهم، درويش وعز الدين ومحمد، وكانت محطة الاعتقالات مؤلمة جداً في حياتي، فالاحتلال أفرغ البيت من أولادي، ولم يبق هناك أي رجل في المنزل، وبعد ستة أشهر أفرج عن ابني درويش، واليوم وبعد عامين أفرج عن ابني محمد، ومازال عز الدين يقبع في الأسر".
تصف أم درويش حياتها وحياة أبنائها فتقول" حياتنا أضحت بين استشهادٍ واعتقالٍ وإفراجٍ، ولا نملك إلا الصبر والصمود على هذه الأرض، فزوجي ذاق ويلات الأسر، وفي شهر تشرين أول من العام 2001، كان على موعد مع الشهادة، ليلحق برفيق دربه الشهيد عبد الرحمن حماد، قائد كتائب عز الدين القسام في قلقيلية، والذي استشهد قبل أسبوعين من استشهاد زوجي في عملية قنص أشرف عليها ضباط كبار من جيش الاحتلال ومخابراته".
تختم أم درويش حديثها بالتأكيد على أن ما تتعرض له عائلتها انتقام، تقول" المخابرات الصهيونية تنتقم من أولادي بالاعتقال وفرض الأحكام العالية؛ لأنهم أولاد شهيد، وهذا ما لمسته أثناء اقتحام المنزل لاعتقالهم والتهديد بعدم الإفراج عنهم، فهم يعتبرون أولاد الشهداء ملفات جاهزة كي يمارسوا انتقامهم وساديتهم وعنصريتهم بحقها، لذا كانت الهجمة على أولادي واعتقالهم جميعاً ومحاكمتهم وإصدار أحكام رادعة لهم".