يمارس الاحتلال ساديته وعنصريته بحق الأسرى والأسيرات، وينتقم من أصحاب الملفات الخطيرة كما يصنفها الاحتلال ومخابراته، والأسيرة والدة الشهيد أشرف نعالوة، وفاء مهداوي(55عاماً) من سكان بلدة شويكة، شمال مدينة طولكرم، خير مثالٍ على عنصريته.
الأسيرة مهداوي اعتقلت بعد تنفيذ نجلها الشهيد أشرف نعالوة عملية في مستوطنة بركان في الأول من تشرين أول من العام 2018، فبعد عدة أيام من تنفيذه العملية الفدائية اعتقل الاحتلال والدته ثم والده وشقيقه وصهره وشقيقته كذلك.
الأسيرات اللاتي تحررن من الأسر وعائلات الأسرى التي شاهدت الأسيرة وفاء مهداوي في الأسر، يحفظون وجع الأسيرة أم أشرف قبل استشهاد ابنها وبعد استشهاده، فالاحتلال يواصل عقابه العنصري لها.
المحررة المهندسة إسراء لافي تقول في حديثٍ عن الأسيرة أم أشرف لمراسل مكتب إعلام الأسرى" الاحتلال مارس أشد أنواع العقوبة بحق الأسيرة وفاء مهداوي، ففي مرحلة التحقيق تعرضت لضغوط هائلة على يد المحققين وظروف اعتقال سيئة من حيث العزل وممارسة أساليب نالت من نفسيتها، وإجبارها على اعترافات لم تدلي بها وهي بحالة نفسية عادية، وعندما تمت مواجهتها باعترافات أدلت بها أنكرتها بشدة، وتبين أن المحققين بعد الضغط عليها نفسياً أجبروها على الاعتراف باعترافات لم تكن تعلم طبيعتها".
تضيف المحررة لافي" كنا نحاول أن نصبرها ونخفي عنها الأخبار، فكانت الأسيرة وفاء مهداوي لا تعلم باعتقال صهرها د.نصر شريم وبعدها اضطررنا لإخبارها، فكان وقع الخبر عليها كالصاعقة، وفي ليلة استشهاد ابنها أشرف لم تنم طوال الليلة، وكانت في حالة اضطراب، وكنا نحن الأسيرات قد عملنا بخبر استشهاده وفي الصباح أخبرناها".
تصف المحررة لافي ما حدث مع الأسيرة وفاء مهداوي عقب تلقيها نبأ استشهاد نجلها، تقول"كانت الصدمة القوية التي أنهكت قواها، فمعظم وقتها كان بكاءً وكان ذهنها دائم الشرود، والأسيرات كن يقمن بواجبهن تجاه أم أشرف، وكان يتم الاعتناء بها بشدة حتى تبقى في حالة ثبات وصمود، فالنيابة العامة طلبت لها حكماً قاسياً يصل إلى خمس سنوات، وغرامة مالية بالملايين".
تتابع المحررة لافي حديثها" الانتقام يكون من الأسيرة وفاء مهداوي عندما يتم نقلها إلى المحكمة عن طريق معبار الجلمة لمدة ثلاثة أيام ذهاباً وإياباً، فوحدة النحشون تمارس عنصريتها عندما تعلم عن ملف الأسيرة وفاء مهداوي وأنها والدة أشرف، فتكون السخرية منها والسب والشتم وتضييق القيود على معصميها بهدف الإيذاء والانتقام منها، وعندما ترجع تكون نفسيتها منهارة، فرحلة المحكمة عذاب تمارسه وحدة النحشون وحراس المحكمة وقضاتها بحقها، فتعود إلينا وهي تحمل هذه الآلام، ونحاول أن نخفف عنها حتى تنسى هذه المعاملة القاسية".
تشير لافي إلى أنه عندما تسمع الأسيرة وفاء مهداوي خبر استشهاد شاب، تحزن كثيراً وتقول" كان الله في عون والدته" فهي ذاقت مرارة استشهاد ابنها أشرف.
الاحتلال يمنع جميع بنات الأسيرة مهداوي من حق الزيارة، تقول لافي" تمنع بناتها من حق الزيارة من خلال تمزيق التصاريح الصادرة عند الحواجز العسكرية، فهم ينتقمون منها بهذه الطريقة، وشقيقتها هي الوحيدة التي تمكنت من زيارتها، فالأسيرة وفاء مهداوي نموذج قاسي في السجون ينتقم منها الاحتلال ويعاملها بعنصرية".
ناصر شواهنة، والد الأسيرة أنسام شواهنة المحكومة خمس سنوات من قرية اماتين شرق قلقيلية، يقول عن الأسيرة وفاء مهداوي بعد مشاهدته لها في قاعة الزيارة في سجن الدامون" الكل يتوجه إلى مكان تواجدها في قاعة الزيارة كي يهون عليها مصيبتها، فالمخابرات الإسرائيلية جعلت منها نموذج في الانتقام المتعمد والسادي والعنصري، وتخبرني ابنتي الأسيرة أنسام عنها وعن تفاصيل وجعها، فالكل ينسى جرحه، ويتذكر جرح الأسيرة وفاء مهداوي التي تستهدفها المخابرات حتى في الزيارة التي هي حق لكل أسير وأسيرة".