بعد أن نالت المهندسة المحررة إسراء لافي حريتها قبل أيام من سجن الدامون بعد عشرة أشهر من الاعتقال، التقى مكتب إعلام الأسرى معها للحديث حول لحظة اعتقالها وتنقلها ما بين سجني الدامون والشارون، ومعاناة الأسيرات في السجن، ومحطات التوافق بينهن في مقارعة السجان، وسياسة الإهمال الطبي نظراً لغياب الأطباء الأخصائيين لمعالجة أمراض الأسيرات، والاكتفاء بطبيب عام.
تقول المحررة لافي في حديثها لمكتب إعلام الأسرى" لحظة اعتقالي مازالت عالقة في ذاكرتي، فصدمة الاعتقال وتفاصيلها كانت صعبة وشعرت بها بعد عدة أشهر، ورغم أني توقعت الاعتقال مسبقاً، لكن في لحظة الاقتحام ذابت كل لحظات الاستعداد النفسي للاعتقال، فالاحتلال يجسد وحشية كبيرة عند اعتقال أي أسير أو أسيرة، وتبقى هذه اللحظة عالقة في نفسية المعتقل".
تضيف لافي"بعد رحلة طويلة من التنقل بين السجون والمحاكم العسكرية في بوسطات قاسية، صدر الحكم النهائي بالسجن عشرة أشهر وغرامة مالية ووقف تنفيذ لمدة خمس سنوات".
المحررة إسراء لافي تخرجت من جامعة البولتكنيك في الخليل من قسم الهندسة، ودرست الماجستير، وعملت في مجال الإعلام، ووظفت طاقتها العلمية في خدمة الأسيرات، تقول" بعد الإفراج عني تركت خلفي 40 أسيرة منهن 18 أماً".
وتحدثت المحررة لافي لمكتب إعلام الأسرى حول الحالة الصحية للأسيرات، تقول" من أكثر الحالات المرضية الصعبة هي حالة الأسيرة إسراء الجعابيص والكل يعرف تفاصيل وجعها، والأسيرة حلوة حمامرة التي أصيبت لحظة اعتقالها، والأسيرة كفاح بشارات من طمون، وهي أسيرة معتقلة منذ قرابة الأسبوعين ووضعها الصحي صعب، وهناك معتقلة إدارية واحدة هي فداء دعمس، ومن أقدم الأسيرات الأسيرة ياسمين شعبان من جنين والمحكومة مدة خمس سنوات وخلال أسابيع سيتم الإفراج عنها".
وعن الإهمال الطبي قالت المحررة إسراء لافي" الإهمال الطبي في قسم الأسيرات ينحصر في عدم وجود تخصص لأمراض النساء، وصعوبة التحويل للمستشفيات".
تضيف المحررة لافي" أما أكثر الأسيرات حكماً فهي الأسيرة شاتيلا أبو عياد من سكان كفر قاسم في الداخل المحتل، الصادر بحقها حكمٌ مدته 16 عاماً، وميسون موسى من سكان التعامرة في بيت لحم، والصادر بحقهما حكمٌ مدته 15 عاماً".
تشير إسراء لافي إلى أن إرادة الأسيرات تغلبت على إدارة سجن دامون وتم فتح الزنازين المغلقة هناك وعمل توسعة داخل السجن، وتؤكد على أن هناك حالة من التوافق الداخلي بين الأسيرات والتي تم تتويجها بشهر كانون أول من العام 2018، تقول لافي" هذا التوافق له قيمته المعنوية والاجتماعية والنضالية ويمكن البناء عليه، حيث جرى الاتفاق على تذويب الحالة الفصائلية والاندماج في حالة واحدة".
وتتابع حديثها" تم الاتفاق على تشكيل لجنة داخلية تكون مرجعية لكل الأسيرات والحفاظ على الحالة الاعتبارية لبعض الأسيرات بالمشاركة في اللجنة وتوزيع الصلاحيات، والاتفاق على احترام قرارات اللجنة، سواء في القرارات الداخلية والعلاقة مع إدارة السجن، وهذا التوافق الداخلي يعتبر من إنجازات الأسيرات في الآونة الأخيرة".
وعن وجع والدة الشهيد أشرف نعالوة، الأسيرة المجاهدة وفاء مهداوي، من سكان شويكة، شمال مدينة طولكرم، تحدثت لافي وقالت" أم أشرف نعالوة لها زوج ونجل وصهر في الأسر، وقد شعرت يوم استشهاد ابنها أشرف بشعور غريب، وشعرت به كل الأسيرات، ووجعها لا يتوقف، فالاحتلال يتعمد معاملتها في عملية التنقل للمحاكم بقسوة شديدة، فقوات النحشون تعرف ملفات الأسرى والأسيرات أثناء النقل".