العيسوية .. بلدة الألف معتقل!
العيساوية
إعلام الأسرى

قد تمر في التاريخ الفلسطيني بلدات وقرى ومخيمات تزيد فيها أعداد المعتقلين عن المناطق الأخرى، ولكن أن يجرب كل شبان القرية الاعتقال فهذا ما لم يحدث إلا في بلدة العيسوية شمال شرق القدس المحتلة.

وتعتبر هذه البلدة من أكثر المناطق في الضفة الغربية تسجيلا لحالات الاعتقال، حيث أن قوات الاحتلال تستهدفها بشكل شبه يومي بالاقتحامات والمداهمات وتفتيش المنازل ومحاولات الترويع، حتى تحولت إلى بلدة المعتقلين الذين يعاد اعتقالهم عدة مرات دون تهمة ولمجرد أنهم أسرى محررين.

ويقول مسؤول اللجنة الشعبية في البلدة محمد أبو الحمص لـ مكتب إعلام الأسرى بأن قوات الاحتلال تستهدف العيسوية تحديدا بالاعتقالات وتحاول تركيع أهاليها وترهيبهم من خلال الاعتقالات اليومية، حيث لا يكاد يمر يوم إلا ويتم اعتقال شبان من البلدة.

ويتحدث أبو الحمص عن حملة الاعتقالات الأخيرة التي نفذتها شرطة الاحتلال في البلدة والتي طالت أكثر من ٢٠ شابا وإحدى السيدات، حيث أن شرطة الاحتلال داهمت عشرات المنازل وقام الجنود بالاعتداء بالضرب على الشبان واعتقالهم دون معرفة السبب، كما قاموا بتقييد أيديهم بالقيود البلاستيكية أو الحديدية وشد وثاقهم بشكل حاد كي تزيد من آلامهم، ثم قاموا بتعصيب أعينهم ونقلهم عبر الآليات العسكرية إلى مركز المسكوبية سيء الذكر للتحقيق معهم ومنهم من تم نقله إلى مركز شرطة صلاح الدين.

ومن المعروف عن شرطة الاحتلال في القدس أنها تقوم بضرب المعتقلين والاعتداء عليهم بالهراوات وأعقاب البنادق والأحذية، وهو ما بان واضحا في الكثير من المقاطع المصورة التي انتشرت عبر وسائل الإعلام خاصة داخل مستشفى "هداسا" حين حاول الشبان تسلّم جثمان الشهيد محمد سمير عبيد.

ويؤكد أبو الحمص بأن عدد المعتقلين من البلدة على مدار السنوات القليلة الماضية تجاوز الألف، حيث يتم اعتقالهم لفترات متباينة فمنهم من يتم الحكم عليه لسنوات ومنهم من يتم الإفراج عنه بشروط مجحفة، حيث تتضمن الحبس المنزلي الذي يتم تجديده مع كل جلسة محاكمة ويسبب الضرر النفسي للمعتقلين بسبب حرمانهم من الخروج من منازلهم ومنعهم من التوجه إلى المدارس أو العمل، كما يتم تغريمهم بغرامات مالية باهظة وسط مماطلة في المحاكم والدوائر القضائية الصهيونية التي تنحاز لمخابرات الاحتلال في حربها المستمرة على المعتقلين.

ويشير أبو الحمص إلى أن العيسوية حين تتعرض لحملات اعتقال فلا يقل عدد المعتقلين خلالها عن سبعة أو عشرة في كل مرة، بينما تتعرض فتيات ونساء للاعتقال كذلك تحت حجج مختلفة منها الاعتقال بسبب عدم حيازتهن لبطاقة هوية زرقاء، أي أنهن يحملن هوية الضفة المحتلة.

ويضيف:" على سبيل المثال فإن الشهيد محمد سمير عبيد مثال حي على الشبان الذين تقوم قوات الاحتلال باعتقالهم باستمرار، حيث أنه ولد عام ١٩٩٨ وتعرض للاعتقال في المرة الأولى حين كان يبلغ من العمر ١٥ عاما وأمضى في سجون الاحتلال أكثر من ثلاثة أعوام مجتمعة، كما تعرضت شقيقته سندس للاعتقال وهي قاصر بحجة حيازتها سكينا على أحد الحواجز العسكرية وأمضت عاما ونصف في السجون وتعرضت للاعتقال مرتين كذلك بعد تحررها".

بدوره يشير رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب إلى أن الشبان المعتقلين خلال الساعات الأخيرة سيتم عرضهم على محكمة الاحتلال وعددهم عشرون معتقلا.

وأوضح لـ مكتب إعلام الأسرى بأن قوات الاحتلال قامت باعتقال الشبان ونقلهم إلى مركز تحقيق المسكوبية ومركز شرطة شارع صلاح الدين في انتظار عرضهم على المحكمة التي قد تقرر الإفراج عنهم بشرىط أو تمدد اعتقالهم.

ويتعرض المحررون كذلك في بلدة العيسوية للانتهاكات حيث تقتحم قوات الاحتلال خيام استقبالهم وتمنع مظاهر الاحتفال بتحررهم وتحذر أهاليهم من القيام بأي احتفالات أو رفع الرايات والأعلام لاستقبالهم، فيما يتعرضون للاعتقال بعد الإفراج عنهم بلحظات كي يضغطوا على أهاليهم بمنع أي مظهر للاحتفال.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020